للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣- أنها تتصل بالفعل الذي تدخل عليه اتصالا مباشرا١، فلا يجوز الفصل بينهما بغير "لا" النافية، أو الزائدة؛ فالأولى نحو:

وإن افتقادي واحدا بعد واحد ... دليل على ألا٢ يدوم خليل

ونحو: ما أعجب. ألا٢ يرتدع الظالم بمصير من سبقوه. والثانية نحو قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} . أي: لأن يعلم أهل الكتاب٣ ... لأن المعنى هنا على زيادتها وإلا فسد.

وكذلك لا يجوز الفصل بأجنبي بني أجزاء الجملة الفعلية التي دخلت عليها "أن" المذكورة٣. فإذا دخلت على جملة فعلية تشتمل -مثلا- على مضارع وفاعله، أو عليهما وما يكملهما من مفعولات وغيرها، وجب أن تتصل أجزاء هذه الجملة بعضها ببعض من غير أن يفصل بينها أجنبي وهو التي يجيء من جملة أخرى؛ ففي مثل: "سررت أن أراك نصير الفضيلة؛ لا تبغي بها بدلا ولو احتملت في سبيلها المتاعب، ولاقيت المشقات" لا يصح في كلمة أو أكثر من الكلمات التي جاءت بعد: "لو" أن تتنقل من مكانها لتفصل بين كلمتيني مما دخلت عليه "أن" السالفة٤.


١ فلا يصح الفصل بينهما بالسين "كما نص التصريح عند الكلام على "لام الجحود" ولا بسواها إلا كلمة: "لا" النافية، أو الزائدة. وأجاز بعضهم الفصل بينهما بالظرف، أو بالجار مع مجروره؛ لأن شبه الجملة موضع التوسع.
٢ و٢ هنا: "أن" مدغمة في "لا" طبقا لقواعد رسم الحروف. والأصل: أن لا -وسيجيء الكلام على كتابتها في ص٢٩٨ قسم "ب" من الزيادة.
٣ و٣ الجملة التي تدخل عليها "أن" تسمى: "صلة أن" "كما في الجزء الأول، باب "الموصول" عند الكلام على الموصولات الحرفية. م٢٩ ص٣٦٨". وستعاد هذه الآية لمناسبة أخرى في ص٢٨٥.
٤ لهذا يمتنع في مثل: "عسى أن يعرف الولد فضل والديه" إعراب: "الولد" اسما لعسى؛ لأن اسم "عسى" أجنبي عن الجملة التي دخلت عليها "أن" إذ ليس منها، ولا من مكملاتها. ونظيرا هذا كلمة: "رب" في قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} فلا يصح إعرابها اسم "عسى" مع إعراب "مقاما" منصوبا على الظرفية أو غيرها بالفعل؛ "يبعث". أما مع إعراب: "مقاما" مصدرا لفعل محذوف "أي: تقوم مقاما" فيجوز الأمران "وقد أوضحنا هذا في الجزء الأول ص٢٩٤ م٢٩ في باب الموصولات الحرفية، وفي باب عسى وأخواتها ص٤٧٠ م٥٠ من ذلك الجزء".

<<  <  ج: ص:  >  >>