للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

هو: "أن" المصدرية المضمرة وجوبا، وليس "كي"؛ لأن الحرف المصدري، لا يدخل على نظيره ولو كان مقدرا -في فصيح الكلام إلا على الوجه السالف. وظهور "أن" هذه أحيانا بعد "كي" ضرورة على هذا الرأي البصري، كقول الشاعر:

فقالت أكل الناس أصبحت مانحا ... لسانك كيما أن تغر وتخدعا١

والكوفيون يجيزون وقوع "أن" الظاهرة -بعد "كي" في الاختيار ويجعلون الناصب عند اجتماعهما هو: "كي"؛ لسبقها. مثل: اسمع الموسيقى كي أن تهدأ أعصابك، واستمع بالغناء كي أن تنتعش ... ، ورأيهم هو السديد الذي يحسن الأخذ به، ويؤيد ظهور "أن" المصدرية أن إضمارها بعد "لام التعليل" جائز لا واجب عند الفريقين.

فالحرف "كي" في الصور الأربعة السالفة بمنزلة لام الجر معنى وعملا. فإن وقعت بعده لام الجر كانت مؤكدة له، وكان النصب عند البصريين بأن مضمرة وجوبا كما سبق، وإضمار "أن" هنا وجوبا عندهم هو موضع سادس يزاد على المواضع الخمسة الآتية "في ص٣١٧" التي يجب فيها الإضمار، والتي يزاد عليها: "ثم" عند الكوفيين.

ح- "كي" الصالحة للمصدرية و "للتعليلية" ولها صورتان:

الأولى: "كي" المجردة من "لام الجر" قبلها، ومن "أن" المصدرية بعدها٢ نحو: صن لسانك كي تسلم من ألسنة الناس، وادخر بعض مالك كي ينفعك عند تقلب الأيام".. وقول شاعر قصير:

إذا كنت في القوم الطوال علوتهم ... بعارفة، كي لا٣ يقال قصير


١ البيت لجميل بن معمر، وفيه رواية أخرى تخلو من الشاهد، هي:
فقالت: أكل الناس أصبحت مانحا ... لسانك هذا كي تغر وتخدعا
٢ الفرق بين هذه الصورة والصورة الرابعة التي سلفت أن الرابعة لا بد فيها من دخول "كي" على "أن" المضمرة وجوبا والتي يجب ملاحظتها في الإعراب وفي المعنى.
٣ الشائع في قواعد رسم الحروف فصل "لا" النافية من "كي" وجوبا إذا لم تسبقها لام الجر، فإن سبقتهما وجب وصل الثلاثة في الكتابة "انظر رقم ٣ من هامش ص٣٠١".

<<  <  ج: ص:  >  >>