للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به١. والهاء في مثل: محمد قصدتُ إليه؛ مبنية على الكسر في محل جر ... وهكذا يقال في كل ضمير يتكون من لفظة واحدة لا يتصل بآخرها زيادة، كالتي أشرنا إليها من قبل.

فإن كان الضمير غير مقتصر على نفسه بل في آخره تلك الزيادة٢ اللاّزمة مثل: "إياكَ، إياكما، إياكم، إياكن، أنتَِ، أنتما، أنتم، أنتن" فإن الأنسب اليوم إدماج الضمير والزيادة الحتمية معًا عند الإعراب، وعدّهما بمنزلة كلمة واحدة، بحيث لا نعتبر أن الضمير في "إياكما" و"أنتما" هو كلمة: "إيا" وحدها، "وأنْ" وحدها ... وأن الكاف، أو التاء، حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له لمن الإعراب، وما بعدها حرف دال على التثنية، أو على جمع المذكر، أو جمع المؤنث. فمن المستحسن رفض هذا التجزيء رفضًا قاطعًا، وأن نتبع النحاة الداعين إلى اعتبار كلمة: "إيا" مع ما يصحبها لزومًا هما معًا: "الضمير"، وأنهما في الإعراب كلمة واحدة٣. وكذلك: "أنتما" وباقي الفروع.

وهذا الرأي الحسن يناسبنا اليوم؛ لما فيه من تيسير وتخفيف، واختصار، وليس فيه ما يسيء إلى سلامة اللغة وفصاحتها؛ فنقول في كل من: أنتَِ، أنتما، أنتم، أنتن، إياكَِ، إياكما، إياكم، إياكنْ، ونظائرها، إن الكلمة كلها بملحقاتها ضمير مبني على كذا في محل كذا٤.


١ انظر ما يتصل بحكم هذا الكاف في رقم ٥ من هامش ص٢١٧ ثم في ص٢٣٨.
٢ هي الزيادة التي تتصل بآخر الضمير: "إيا". وسبق بيانها في ص٢٢٧ ومثلها الزيادة التي تتصل بآخر الضمير: "التاء"، وسبق بيانها في رقم٣ من هامش ص٢٢١.
٣ وهذا هو المذهب الكوفي، كما نص عليه "العكبري" في كتابه المسمى: "إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب، والقراءات في جميع القرآن" - جـ١ ص ٤-.
٤ لهذا نظير في رقم ٣ من هامش ص ٢٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>