للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} ١، وقولهم: أين٢ ينزل العدل يتبعه الأمن والرخاء. وقولهم: حيثما تجد صديقا وفيا تجد كنزا نفيسا. وقول الشاعر:

خليلي، أنى تقصداني تقصدا ... أخا غير ما يرضيكما لا يحاول

٥- ومنها المضاف الذي يصلح للأمور الأربعة السالفة؛ فيكون للعاقل أو لغيره، وللزمان، أو للمكان؛ تبعا للمضاف إليه في ذلك كله، فأداة الشرط مضافة، وتدل على أحد المعاني السالفة على حسب دلالة المضاف إليه، وهي: "أي". فمثالها للعاقل: أي إنسان تستقم خطته تأتلف حوله القلوب. ومثالها لغير العاقل: أي عمل صالح تمارسه أمارس نظيره. وللزمان: أي يوم تسافر أسافر معك. وللمكان: أي بقعة جميلة تقصد أقصد. وفي كل تلك الحالات يصح زيادة "ما" في آخرها.

٦- ومنها: ما يختص إما بالأمر المتيقن منه أو المظنون٣. ولكن الأول هو الأغلب، وهو "إذا" الشرطية.

وإما بالمشكوك فيه٤ أو بالمستحيل، وهو باقي الأدوات الشرطية. ومن المستحيل قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} ، وأما نحو قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ، أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} ،


١ كَلٌّ: حمل ثقيل.
٢ "أين" هنا شرطية، ولو لم يتصل بآخرها "ما" الزائدة؛ لأن هذا الاتصال وعدمه سيان معها -كما سبق هنا في رقم ٩ من الهامش السالف، وكما في ص٤٢٧، ومن أمثلة عدم الاتصال قول الشاعر:
أين تصرف بنا العداة تجدنا ... نصرف العيس نحوها للتلاقي
٣ أي: المرجح حصوله وتحققه.
٤ الذي يتساوى فيه توقع الحصول وعدم التوقع.

<<  <  ج: ص:  >  >>