للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لفظا ومعنى؛ نحو: كيف تمشيء أمشي، وكيف يتكلم الحاذق أتكلم. وقد يتصل بآخرها: "ما" الزائدة فلا يتغير من أحكامها شيء؛ كقول الشاعر:

من الناس إلا مع الدنيا وصاحبها ... فكيفما انقلبت يوما به انقلبوا

وأما "لو" الشرطية فخير الآراء أنها لا تجزم مطلقا١؛ لا في النثر ولا في الشعر. وسيجيء لها باب خاص يحوي أحكامها المختلفة٢.


١ والأمثلة التي استشهدوا بها للدلالة على جزمها أمثلة قليلة جدا لا تكفي للقياس عليها. ومع قلتها تحتمل أمورا تخرجها عن صلاحية الاستشهاد بها -وهي مدونة في الأشموني وحاشيته وفي غيره من المطولات- ومنها:
تامت فؤادك لو يجزنك ما صنعت ... إحدى نساء بني ذهل بن شيبانا
وقولهم في وصف حصان:
لو يشأ طار به ذو ميعة ... لاحق الآطال، نهد، ذو خصل
"به: يراكبه، ميعة: نشاط، الآطال: جمع إطل، بكسر الطاء أو سكونها، مع كسر الهمزة في الصورتين، بمعنى: الخاصرة، نهد: ضخم جسيم، خصل: جمع خصلة، وهي الكتلة من الشعر". والشاهد في الفعل المضارع "يشأ" المجزوم بالحرف "لو".
والاستشهاد بهذا المضارع لا يتحقق إلا إذا كان أصله هو: "يشا"، وماضيه "شا" ثم تصير ألفه همزة ساكنة في بعض اللغات واللهجات التي تقول: العالم، والخاتم، في العالم والخاتم.
-راجع الصبان، ج٤ باب الجوازم، عند الكلام على الأدوات التي تجزم فعلين.
"ملاحظة": من الأساليب الصحيحة التي لها نظائر مأثورة أن يقال: أكرم الأصدقاء ولو ترما المخلصون. بمعنى: ولا سيما المخلصون "بجزم المضارع ... ". ومثلها: ولا ترما المخلصون. وبيان هذا الأسلوب وإعرابه مفصل عند الكلام على: "لا سيما" في ج١ باب: الموصول م٢٨ ص٢٨٧، وله إشارة هنا في "ب" من ص٤١٢ وفي رقم ٢ من هامش ص٤٩٤.
٢ في ص٤٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>