٢ هناك ضابط يميز "لو الامتناعية" من غيرها؛ هو -كما جاء في المغني في هذا الباب: أن يصح في كل موضع استعملت فيه أن تعقبه بحرف الاستدراك داخلا على فعل الشرط، منفيا لفظا أو معنى تقول: لو جاءني لأكرمته، لكنه لم يجئ، ومنه قوله: ولو أن ما أسعى لأدنى معيشة ... كفاني، -ولم أطلب- قليل من المال أي: لكن لم يثبت أن ما أسعى لأدنى معيشة ... إذ الأصل: "لو ثبت أن ما أسعى" ... ؛ لأن "لو" الشرطية لا تدخل إلا على فعل؛ إما ملفوظ، وإما ملحوظ تقديره: "ثبت" -مثلا- ... وقوله: ولو كان حمد يخلد الناس لم تمت ... ولكن حمد الناس ليس بمخلد ومنه قوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ} أي: ولكن لم يكن حمد ... ولكن لم أشأ ذلك فحق القول مني ... ، وقول الحماسي: لو كنت من مازن لم تستبح إبلي ... بنو اللقيطة من ذهب بن شيبانا ثم قال: لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد ... ليسوا من الشر في شيء وإن هانا إذ المعنى: لكنني لست من مازن، بل من قوم ليسوا في شيء من الشر وإن هان، وإن كانوا ذوي عدد. ٣ وبمراعاة هذا الأساس تدخل صور كثيرة بغير حاجة إلى تأويل أو تقدير اضطر إليه النحاة في مثل: فلان لو لم يخف ربه لم يعصه.