للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما أحكامها النحوية١: فإنها أداة شرطية قياسية الاستعمال؛ لا تجزم على الراي الأرجح٢، ولا بد لها -كما سبق- من جملتين بعدها٣؛ أولاهما: "الشرطية"، تليها: "الجوابية والجزائية". والأغلب أن تكون الجملتان فعليتين، ماضويتين لفظا ومعنى معا، أو معنى فقط "بأن يكون الفعل مضارعا مسبوقا بالحرف: "لم"٤.

والفعل الماضي فيهما باق على مضيه؛ فلا يتغير زمنه بوجود "لو" الامتناعية، ومن الأمثلة: لو تراحم الناس لعاشوا إخوانا، لم يعرفهم البؤس، ولا الشقاء، ولا العداء، وقول الشاعر:

إن أرضا تسري٥ إليها لو اسطا ... عت٦ لسارت إليك قبل مسيرك

وقولهم: لو لم يثق المرء بعدل الخالق لعاش معذبا بالياسن ولو لم يطمئن إلى حكمته لاحترق بنار الشك.

فإن جاء بعدها مضارع لفظا ومعنى قلبت زمنه للمضي مع بقاء لفظه على حاله، ومن الأمثلة: لو يجيء الضيف أمس لأكرمته. وقول الشاعر:

رهبان مدين، والذين عهدتهم ... يبكون من حذر العذاب قعودا

لو يسمعون كما سمعت كلامها ... خروا لعزة ركعا وسجودا

والمراد: لو جاء الضيف٧ ... لو سمعوا٧.

ولجوابها أحكام أخرى -غير المضي- يشترك في أكثرها جواب "لو" غير الامتناعية، وسنعرفها٨.

ب- "لو" الشرطية غير الامتناعية٩. معناها: وأحكامها١٠ النحوية:


١ هذه الأحكام الخاصة غير أحكام أخرى مشتركة بين نوعي: "لو" وستجيء في ص٤٩٦.
٢ وقد جزمت في أمثلة مسموعة لا يسوغ القياس عليها؛ لندرتها -كما أشرنا لهذا في ب- ص٤١٢، وعرضنا للأمثلة ومراجعها في ص٤٤٣.
٣ فلها الصدارة عليهما؛ كالشأن في جميع الأدوات الشرطية.
٤ كما في البيت الثاني والثالث من هامش ص٤٩٢.
٥ تسافر إليها ليلا.
٦ استطاعت.
٧ و٧ وقوع الفعل الماضي الحقيقي في جوابها يقتضي أن المضارع في شرطها بمعنى الماضي حتما.
٨ في رقم ٢ من ص٤٩٧.
٩ أما الامتناعية فقد سبق الكلام عليها في ص٤٩١.
١٠ انظر الهامش رقم "١" من هذه الصفحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>