للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويسميان لهذا: أداتي شرط امتناعي١.

فالمعاني التي تؤديها هذه الحروف ثلاثة أنواع:

١- التحضيض والتوبيخ، تؤديهما الحروف الخمسة.

٢- العرض. وتكاد وتنفرد به: "ألا"، وهو الأكثر في استعمالها.

٣- الامتناع. وتكاد تنفرد به "لولا، ولو ما"٢.

ج- أحكامها النحوية: -وكلها حروف.

١- إذا كانت الأداة للتحضيض أو للعرض وجب أن يليها المضارع إما ظاهرا، وإما مقدرا يفسره ما بعده؛ بشرط استقبال زمنه في حالتي ظهوره وتقديره"؛ لأن أداة الحض والعرض تخلص زمن المضارع للمستقبل؛ إذ معناها لا يتحقق إلا فيه". فمثال المضارع الظاهر المباشر لها "أي: غير المفصول منها مطلقا": لولا تؤدي الشهادة على وجهها -لو ما تغير المنكر بيدك، أو بلسانك، أو بقلبك- هلا تحمي الضعيف ألا تصاحب النبيل الوديع، أو ألا ...

ومثال المضارع الظاهر المفصول منها بمعموله المتقدم عليه: لولا الشهادة تؤدي على وجهها لو ما المنكر تغير بيدك. هلا الضعيف تحمي ... وكذا الباقي..

ومثال المضارع المقدر: دولها على اسم ظاهر يكون معمولا لمضارع مقدر يفصل بين هذا الاسم الظاهر والأداة؛ نحو: لولا الشهادة تؤديها على وجهها، لوما المنكر تغيره، هلا الضعيف تحميه، ألا، أو: ألا النبيل الوديع تصاحبه. والتقدير:


١ المراد بالشرط هنا: الدلالة على ربط أمر بآخر ربطا معينا، وتعليق الثاني على الأول، مع التقيد بنوع خاص من التعليق -طبقا لما سيجيء في رقم ١ من هامش ص٥١٥.
ومن الأمثلة: لوما الهواء لمات الأحياء، لوما حرارة الشمس لهلك الأحياء بردا، لولا الساعة لم نعرف الوقت، لولا التعلم لم تنهض الأمة.
لولا العقول لكان أدنى ضيغم ... أدنى إلى شرف من الإنسان
فقد امتنع موت الأحياء بسبب وجود الهواء، وبسبب وجود الشمس، وامتنع عدم معرفتنا الوقت بسبب وجود الساعة، وامتنع عدم نهضة الأمة يسبب وجود التعلم وامتنعت شدة قرب الضيغم إلى الشرف بسبب وجود العقول ...
٢ قد تدل الشرطية على الامتناع ولكنه يختلف عما هنا، طبقا لما تقدم في بابها -ص٤٠٠، وقد أشرنا لهذا في رقم ١ من هامش ص٤٩٢، وفي رقم ١ من هامش ص٥١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>