للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثال المثبت المجرد منها:

لولا المشقة ساد الناس كلهمو ... الجود يفقر، والإقدام قتال

وقول الآخر يرد على من عابه بالقصر:

لولا الحياة، ولولا الدين عبتكما ... ببعض ما فيكما؛ إذا عبتما قصري

ومثال المنفي "بما" المجرد من اللام قوله تعالى: {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا} ، وقول الشاعر:

لولا مفارقة الأحباب ما وجدت ... لها المنايا إلى أرواحنا سبلا

ومثال المنفي المقرون بها قول الشاعر:

لولا رجاء لقاء الظاعنين لما ... أبقت نواهم لنا روحا ولا جسدا

ويصح حذف الجواب إذا دل عليه دليل؛ كقوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ} . التقدير: ولولا فضل الله ورحمته لهلكتم١ ...


١ في تأدية "لولا ولوما" معنى الامتناع ودخولهما على المبتدأ لزوما، يقول ابن مالك في هذا الباب الذي عنوانه: "أسا، ولولا، ولوما".
لولا ولوما يلزمان الابتدا ... إذا امتناعا بوجود عقدا
يريد: أنهما يلزمان الدخول على المبتدأ إذا عقدا الامتناع بالوجود، أي: ربطا الامتناع بالوجود؛ بحيث يمتنع شيء بسبب وجود آخر. فإذا وجد هذا الآخر تحتم امتناع ذاك.
ثم انتقل بعد ذلك إلى بيان معناهما الآخر؛ وهو: الدلالة على التحضيض؛ فنص عليه، وأشرك معهما فيه حروفا أخرى؛ هي: هلا، ألّا، ألا. وصرح بأن هذه الأدوات التحضيضية مختصة بالدخول على الفعل -ولم يبين نوعه المحتوم؛ وهو المضارع- وأن الاسم قد يقع بعدها في الظاهر، ولكنه في الحقيقة يكون معلقا -أي: متعلقا ومعمولا- بفعل مقدر بعد الأداة مباشرة، أو بفعل متأخر عن هذا الاسم. يقول:
وبهما التحضيض مز. وهلا ... ألّا، ألا، وأولينها الفعلا
وقد يليها اسم بفعل مضمعر ... علق، أو بظاهر مؤخر
"مز: ميز: أولينها، أتبعها واذكر بعدها ... ".

<<  <  ج: ص:  >  >>