للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن صيغتها؛ فليس لهما صيغ تدل على القلة أو على الكثرة كلاصيغ التي لجمع التكسير في هذين النوعين.

هذا رأي سيبويه. لكن الرأي الأرجح أن جمعي التصحيح لا يختصان بالقلة وإنما يصلحان١ للقلة والكثرة. عند خلو الكلام من قرينة تعين الجمع لأحدهما دون الآخر.

٢- وأن هناك فرقا هاما آخر؛ هو: أن جمع التكسير لا بد أن تتغير، فيه صيغة مفرده؛ بخلاف جمعي التصحيح؛ فإن مفردهما لا يتغير -في الأغلب- عند جمعه على أحدهما، بل يظل حافظا صورته الأصلية٢.

٣- وأن جمع التكسير وجمع المؤنث السالم يعربان بالحركة، أما جمع المذكر السالم فيعرب بالحرف٣.

قياسية جمع التكسير:

صيغ جمع التكسير -بنوعيه- متعددة، وأوزانه كثيرة تجاوز الثلاثين؛


١ راجع خاتمة "المصباح المنير"، ص٩٥٤ بعنوان: "فصل: الجمع قسمان، قلة وكثرة ... " حيث صرح بالرأي الأرجح وبأدلته. ومن أمثلة الكثرة قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ} ومما يدل على القلة قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} والمراد بها: أيام التشريق، وهي قلة ... وكذلك كتاب "مجمع البيان لعلوم القرآن" تأليف الطبرسي ج٣ ص٨٨ ونقلنا في الجزء الأول "م١٠ رقم ٢ من هامش١٢٥ باب جمع المذكر السالم" رأي أبي علي الفارسي في هذا، فقد جاء في كتاب: "المحتسب" لابن جني "ج١ ص١٨٧ سورة النساء" ما نصه:
"كان أبو علي ينكر الحكاية المروية عن النابغة، وقد عرض عليه حسان بن ثابت شعره، وأنه صار إلى قوله:
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحا ... وأسيافنا يقطرن من نجده دما
قال له النابغة: لقد قللت جفانك وسيوفك.
قال أبو علي: هذا خبر مجهول لا أصل له؛ لأن الله تعالى يقول:
{وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} ولا يجوز أن تكون الغرف كلها التي في الجنة من الثلاث إلى العشر. ا. هـ.
٢ انظر رقم ١ من هامش ص٦١٣. ورقم ٢ من هامش ص٦٧٩.
٣ راجع أحكام هذه الجموع وكثير مما يختص بها في ج١ م٧ "أنواع البناء والإعراب ... ".

<<  <  ج: ص:  >  >>