للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون على وزن صيغة من الصيغ الخاصة به -وقد عرفناها- وأن يكون له مفرد حقيقي لا خيالي١، وأن تتغير صيغة هذا المفرد عند جمعه للتكسير تغيرا حتميا على الوجه الذي شرحناه٢. وأن يشترك مع جمعه في الحروف الأصلية -إلا إذ اقتضى الجمع حذف شيء منها- دون الاشتراك في هيئتها، "أي: ضبطها"، وإذا عطف على هذا المفرد نظيران له -أو أكثر- بحيث تتشابه وتتماثل المفردات تماما في اللفظ وهيئته، وفي المعنى أيضا كان معنى المعطوفات كلها هو معنى ذلك الجمع ... ومن الأمثلة لجمع التكسير: رجال. فهذه الصيغة تدل على أكثر من اثنين، وتختص بالتكسير ولها مفرد حقيقي هو: رجل. وقد تغير بناء المفرد عند جمعه. والحروف الأصلية ثلاثة مشتركة بين المفرد وجمعه، مع اختلافها في الضبط، وإذا عطف على هذا المفرد مثلان له أو أكثر؛ "فقيل رجل ورجل ورجل ... و...."، كان معنى المعطوفات المجتمعة هو معنى التكسير: رجال.

وهناك جمع تكسير ليس بالأصيل، ولكنه يلحق بجموع التكسير الأصيلة اعتبارا. ويجري عليه أحكامها، وهذا النوع هو ما كان على صيغة من الصيغ الخاصة بالتكسير، أو الغالبة فيه، ولكن ليس له مفرد. فمن أمثلة الموضوع على صيغة خاصة بالتكسير، أو الغالبة فيه، ولكن ليس له مفرد. فمن أمثلة الموضوع صيغ خاصة بالتكسير وليس له مفرد: شماطيط٣ وعباديد٤ وعبابيد ...

ومن أمثلة الموضوع على صيغة غالبة في التكسير وليس له مفرد: "أعراب"٥ فإن صيغة "أفعال شائعة في الجموع، نادرة في الفردات غاية الندارة، إذ لا تعرف إلا في بضع كلمات معدودة، منها قدر أعشار٦، وثوب أخلاق٧ ... فتلك الصيغ


١ سيجيء هنا الكلام على ما له مفرد مقدر، أو: خيالي.
٢ وبسبب هذا التغير يرى بعض النحاة أن كلمة "بنات" جمع تكسير، وليست جمع مؤنث سالما -وقد تقدم هذا في رقم ١ من هامش ص٦١٣. وكذا في الجزء الأول.
٣ ثوب شماطيط: قديم ممزق.
٤ خيل عبابيد أو عباديد: متفرقة في الجهات المختلفة.
٥ وليس مفردها: "عرب" في رأي كثير من اللغويين؛ لأن "العرب" تطلق على سكان الحواضر والصحارى. أما "الأعراب" فالغالب -عنده- اختصاصها بالبدو.
٦ مكسرة: وقيل: إن كلمة "أعشار" ليست مفردا، وإنما هي جمع وقع نعتا للمفرد، شذوذا، أو على ملاحظة أجزاء المنعوت. والمفرد: عشر ... والنتيجة واحدة. هي المخالفة للشائع.
٧ متمزق قديم. وقيل في أخلاق: إنه ليس مفردا، ولكنه جمع خلق. وقد وصف المفرد بالجمع شذوذا، أو على ملاحظة أجزاء المعوت ... والأمر فيه كسابقة في رقم ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>