أحرف الإبدال: "هدأت موطيا" ... فأبدل الهمزة من واو ويا-١ آخرا، إثر ألف زيد. وفي ... فاعل ما أعل عينا ذا اقتفي-٢ "ذا اقتفى: اتبع وروعي" سرد في هذين البيتين: أحرف الإبدال وانتقل بعد بيانها في أول شطر إلى مواضع إبدال الهمزة من الواو والياء؛ فذكر موضعين في البيت الثاني، هما: وقوع الواو والياء آخر الكلمة إثر ألف زائدة، أي: عقب ألف زائدة ووقوعهما عينا معلة في صيغة "فاعل" يريد اسم الفاعل من فعل ثلاثي معتل العين بأحدهما. ثم انتقل إلى بيان الحالة الثالثة لإبدال الهمزة منهما ومن الألف. فقال: والمد زيد ثالثا في الواحد ... همزا يرى في مثل: كالقلائد-٣ يريد: أن أحد أحرف العلة إذا كان حرف مد -وهو حرف العلة الذي قبله حركة تناسبه- ثالثا: زائدا في المفرد وجب قلبه همزة. ولم يفصل الشروط؛ اعتمادا على المثال، الذي يجمعها، وهو: القلائد. والكاف في: "كالقلائد" إما حرف زائد، وإما اسم بمعنى: "مثل"، توكيد لفظي بالمرادف لكلمة: "مثل" التي قبله، ثم انتقل إلى الحالة الرابعة لقلبهما؛ فقال: كذاك ثاني لينين اكتنفا ... مد: "مفاعل"؛ كجمع نيفا-٤ "يريد باللين هنا حرف العلة المتحرك، والشائع عند غير الناظم أن حرف اللين هو حرف العلة الساكن الذي قبله حركة لا تناسبه فإن تحرك ما قبله بحركة تناسبه فهو حرف علة ومد ولين، وإن تحرك حرف العلة فهو حرف علة فقط -كما سبق بيان هذا في ص٧٦٠ وغيرهما- اكتنفا: أحاطا ... " وجمع -بالتنوين- مصدر، فاعله محذوف، ومفعوله هو كلمة: نيف. والمراد: كجمع شخص نيفا، فحذف الفاعل المضاف إليه، ونون المضاف وهو كلمة: جمع. وبقيت "نيفا" منصوبة مفعولا للمصدر. وسيتكلم ابن مالك في البيت السادس -وقد سبق في هامش ص٧٦٤- على الحالة الخامسة من حالات إبدال الواو همزة.