للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأصل المصادر: حيي، حرى، حوو١؛ ففي كل مصدر حرفان متواليان صالحان للقلب ألفا، لتحرك كل منهما وفتح ما قلبه. فجرى القلب على الثاني منهما؛ لأنه في آخر الكلمة، والأطراف محل القلب والتغيير غالبا، وسلم الأول.

وقد وقع القلب على الأول بعض كلمات مسموعة لا تكفي للقياس عليها ومنها: كلمة: آية، وأصلها، في رأي من عدة آراء، أيية، بياءين متحركتين قبل كل منهما فتحة. قلبت الأولى ألفا وسلمت الثانية٢ ...

عاشرها: ألا يكون أحدهما عينا في كلمة مختومة بأحد الحروف الزائدة المختصة بالأسماء؛ كالألف والنون معا، وكألف المقصورة ... فلا قلب في مثل: الجولان٣، والهيمان٤، والصورى٥، والحيدى٦ ونحوها ... ٧.

إبدال الميم من الواو، ومن النون:

أ- تبدل الميم من الواو وجوبا في كلمة: "فو"٨ غير المضافة. وأصلها: فوه؛ حذفت الهاء تخفيفا؛ فيقال فيها بعد الإبدال: فم، والدليل على أن هذه الميم مبدلة من الواو قولهم في الجمع: أفواه. والتكسير من الأشياء التي ترد الألفاظ إلى أصولها.

فإن أضيفت كلمة: "فو" إلى اسم ظاهر أو: مضمر جاز إبقاء الواو -وهذا


١ لأن هذا من الحوة "وهي: سمرة محمودة قديما في الشفتين" ولقولهم في تثنيته: خووان.
٢ وإلى هذا الشرط وورود السماع بما يخالف في بعض كلمات يقول ابن مالك في الفصل المشار إليه:
وإن لحرفين ذا الإعلال استحق ... صحح أول وعكس قد يحق-٨
يريد: إن استحق هذا الإعلال "القلب" لحرفين بسبب تحقق شروطه في كل منهما فأولهما يصحح ويسلم من القلب، وثانيهما يقلب، وقد يقع العكس قليلا.
٣ التنقل.
٤ مصدر: هام على وجهه: إذا سار على غير هدى.
٥ بفتحات: اسم بقعة بها ماء.
٦ بمعنى: المائلة أو السريعة النشيطة.
٧ وفي هذا يقول ابن مالك:
وعين ما آخره قد زيد ما ... يخص الاسم واجب أن يسلما-٩
٨ إحدى الأسماء الستة.

<<  <  ج: ص:  >  >>