للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مواضعه:

يقع الإعلال بالنقل في أربعة مواضع، يكون حرف العلة في كل منهما عين الكلمة، ومتحركا..

أولهما: أن يكون حرف العلة "الواو، أو الياء" عينا متحركة لفعل؛ نحو: يصول، ويغيب. والأصل: يصول ويغيب، وبضم الواو وكسر الياء، ثم نقلت حركتهما إلى الساكن قبلهما، وبقي كل منهما بعد ذلك على صورته -طبقا لما قدمنا- فيصير الفعلان: يصول، يغيب.

ويشترط لإجراء النقل في هذا الموضع أن يكون الساكن قبل حرف العلة صحيحا، وأن يكون الفعل غير مضغف اللام، ولا معتلها، ولا مصوغا للتعجب، على وزن إحدى الصيغتين القياسيتين فيه١. فلا يقع الإعلال بالنقل في مثل: "قاوم وبايع، وعوق وبين"؛ لأن الساكن قبل الحرفين غير صحيح. ولا في مثل: "ابيض واسود"؛ لتضعيف لامه، ولا في مثل: "أعوى وأحيا"؛ لاعتلالها، ولا في مثل: "ما أقومه!! وما أبينه٢!! وأقوم به!! وأبين به!! " لأن الفعل مصوغ على صيغتي التعجب القياسيتين ... ٣.


١ ومثل التعجب: "اسم التفضيل"؛ نحو: هذا أقوم طريقة وأبين منهجا؛ فلا يصح الإعلال بالنقل في كلمتي؛ أقوم؛ وأبين، وقد سبق بيان الحكمين في بابي: "التعجب والتفضيل"، ج٣ م١٠٨ ص٣٣٣ وم١١٢ ص٣٩٣.
٢ وقولهم: ما أحوج الجبان إلى أن يسمع ويرى عجائب الشجعان.
٣ كما سبق في بابه ج٣ م١٠٨ ص٣٣ ومثل التعجب: "التفضيل" "انظر رقم ١ من هذا الهامش.
"ملاحظة": ورد في المسموع كلمات كثيرة تخالف الضابط السابق حتى قيل عنه إنه غير محكم والبيان المفصل الخاص بهذا مدون في ج٣ م١٠٦ ص٣١٦، باب: "اسم الزمان والمكان" وهناك رأي المجمع اللغوي.
وفي هذا الموضع وشروطه يقول ابن مالك، في فصل جديد مستقل يبدؤه بقوله:
لساكن صح انقل التحريك من ... ذي لين ات عين فعل؛ كأبن
ما لم يكن فعل تعجب ولا ... كابيض أو أهوى، بلام عللا
فقد جمع في البيتين الشروط المطلوبة. "أبن، أصلها: أبين، فعل أمر من أبان. "علل" صار حاويا حرف علة".

<<  <  ج: ص:  >  >>