للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦- "أيّ" وتكون للعاقل وغيره. مفردًا، وغير مفرد؛ تقول؛ يسرني أيٌّ هو نافع. يسرني أيٌّ هي نافعة. يسرني أيٌّ هما نافعان. يسرني أيٌّ هما نافعتان. يسرني أيّ هم نافعون. يسرني أىّ هن نافعات.

وتختلف "أيٌّ" في أمر البناء والإعراب؛ عن باقي أخواتها من الموصولات المشتركة، فأخواتها جميعًا مبنية، أما هي فتُبْنى في حالة واحدة، وتعرب في غيرها.

فتُبْنَى إذا أضيفت وكانت صلتها جملة اسمية٢، صَدْرُها -وهوالمبتدأ- ضمير محذوف؛ نحو: يعجبني أيّهم مغامرٌ. سأعرف أيُّهم مغامر. سأتحدث عن أيُّهم مغامرٌ. والأصل: أيهم هو مغامر. فإن لم يتحقق شرط من شروط بنائها وجب إعرابها. ولهذا تعرب في الحالات الآتية:

أ- إذا كانت مضافة، وصلتها جملة اسمية، بشرط أن يكون صدر هذه الجملة "وهو؛ المبتدأ" ضميرًا٣ مذكورًا؛ نحو: سيزورني أيُّهم "هو أشجعُ"، سأصافح أيَّهم "هو أشجعُ"، وسأُقبل على أيِّهم "هو أشجعُ".

ب- إذا كانت غير مضافة وصلتها جملة اسمية ذُكر في الكلام صدرها الضمير، مثل: سيفوز أيٌّ "هو مخلص"، سنكرم أيًّا "هو مخلص"، سنحتفي بأيٍّ "هو مخلص".

ج- إذا كانت غير مضافة، وصلتها جملة اسمية لم يُذْكرُ صدرُها الضمير؛ نحو: سيسبق أىٌّ خبيرٌ، وسوف نذكر بالخير أيًّا محسنٌ، ونعنى بأىٍّ بارعٌ٤.


١ ليس بين الأسماء الموصولة المشتركة وغير المشتركة ما يجوز إضافته إلا "أي" في بعض حالاتها. وسيجيء في الزيادة - ص ٣٦٥ - بعض الأحكام الخاصة بها. ومنها أنه يستحسن استقبال عاملها، وأن يتقدم عليها.
٢ وهي المبتدأ مع خبره، أو ما يغني عن الخبر.
٣ لا فرق في هذا الحكم وما بعده بين أن يكون صدرها ضميرا كما مثلنا- وغير ضمير- كما سيجيء في "د" -، نحو: سيزورني أيهم محمود خير منه. ولكن الضمير هو الأعم، حتى اقتصر عليه أكثر النحاة.
٤ وفي "أي" وأحوالها يقول ابن مالك:
"أي" كما، وأعربت ما لم تضف ... وصدر وصلها ضمير انحذف
ومعنى البيت: "أي" مثل "ما" الموصولة في أن كلا منهما اسم موصول صالح للمفرد وغير المفرد، والعاقل وغيره. لكن الحقيقة أن بينهما بعض فروق، منها: أن "ما" مبنية دائمًا، وأنها لغير العاقل في الأغلب. أما "أي" فتبنى في حالة واحدة، وتعرب في عدة حالات غيرها، وأنها للعاقل وغير العاقل....

<<  <  ج: ص:  >  >>