للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأساس الذي نتبعه في الموصولات العامة هو الأساس الذي بيناه في الموصولات المختصة؛ بأن ننظر أوّلا إلى موقع اسم الموصول المشترك من جملته؛ أمبتدأ هو، أم خبر، أم فاعل، أم مفعول ... أو ... ؟ فإذا عرفنا موقعه نظرنا إلى آخره؛ أساكن هو أم متحرك؟ فإذا أدركنا الأمرين قلنا عنه: إنه مبني على السكون أو على حركة "كذا" في محل رفع، أو نصب، أو جر. لأنه مبتدأ، أو خبر، أو فاعل، أو مفعول به، أو مضاف إليه ... أو ...

فكلمة "مَنْ" مبنية على السكون دائمًا، ولكن في محل رفع، أو نصب، أو جر، فهي في مثل، قعد "مَن" حضر - مبنية على السكون في محل رفع؛ لأنها فاعل. وهي في مثل: آنستُ "مَنْ" حضر مبنية على السكون في محل نصب؛ لأنها مفعول به. وهي في مثل: سعدتُ "بمن" حضر - مبنية على السكون في محل جر؛ لأنها مجرورة بالياء.

وهكذا يقال فى: "ما" و: "ذو" وفى: "ذا" الواقعة بعد "ما" أو"من" الاستفهاميتين١.

أما "أل" الموصولة٢ فالأحسن ألا نطبق عليها الأساس السابق؛ فلا ندخل فى اعتبارنا أنها مبنية، ولا ننظر إلى آخرها؛ وهواللام - وإنما ننظر معها إلى الصفة الصريحة التى بعدها، ونجرى على الصفة وحدها حركات الإعراب؛ ففى مثل: الناصح الأمين خير مِعوان فى ساعات الشدة، يلجأ إليه المكروب فينقذه بصائب رأيه - نقول: "الناصح" اسم إن منصوب، "الأمين" صفة منصوبة. "المكروب" فاعل مرفوع٣.


١ نحو: ماذا قرأته؟ من ذا رأيته؟ فما أومن، اسم استفهام مبتدأ مبني على السكون محل رفع، وذا: اسم موصول خبر مبني على السكون في محل رفع- كما قلنا آنفا "ص ٣٥٨ وما بعدها".
٢ وقد سبق - في رقم ٢ من هامش ص ٣٥٧ أنها لا بد أن تتصل بصفة صريحة، تكون هي ومرفوعها، صلة "أل" وفي هذه الحالة تعتبر الصلة من قسم "شبه الجملة". كما تعتبر "أل" مع الصفة بمنزلة "المركب المزجي" يجري الإعراب على آخر الجزء الثاني عنه.
٣ ولا داعي لأن نعتبر "أل" في مثل هذه المواضع كلمة مستقلة بنفسها، كي لا نقع في كثير من التعقيد المرهق، أشرنا إلى بعضه فيما سلف، وسيجيء أيضا في ص ٣٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>