للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أما "كي" فالمصدر المنسبك منها ومن صلتها مستقبل الزمن، وذلك على أساس أنها لا تدخل إلا على المضارع فتنصبه، وتخلصه للزمن المستقبل فقط، وذلك شأن النواصب كلها، فيلاحظ الاستقبال في المصدر المؤول منها ومن صلتها.

وأمام "أنّ" "المشددة النون" فالمصدر المنسبك منها من صلتها يكون على حسب دلالة الصلة؛ فقد يكون مستقبلا إذا كان خبرها دالا على ذلك؛ كالمضارع الخاص بالاستقبال لوجود قرينة، في مثل؛ أعرف أن محمدًا يسافر غدًا؛ وهي كلمة؛ "غد" وقد يكون دالا على الحال لوجود قرينة؛ في مثل: أعرف أن عالما يقرأ الآن؛ وهي كلمة: "الآن" وقد يكون دالا على الماضى نحو شاع أن العدو انهزم. وقد يكون خاليًا من الدلالة الزمنية في مثل: المحمود أن الجو معتدل والمعروف أن الصدق فضيلة.


= الجملة الفعلية يكون إما ماضيًا، وإما مستقبلًا على حسب نوع الذي في صلتها. أما زمن المصدر المنسبك من "ما" وصلتها فمعناه الحال. فهل يكون للحال دائمًا ولو كان الفعل ماضيًا؟ الأمر غامض. والرأي أنه للحال ما لم تقم قرينة على غيره، فيراعي ما تدل عليه القرينة وهذا يوافق ما جاء في الجزء الثاني من حاشية الصبان والخضري، أول باب: إعمال المصدر" ففي الخضري ما نصه:
"مقتضى كلام الشارح أن "ما" لا تقدر معغ الماضي ولا المستقبل، وليس كذلك. بل هي صالحة للأزمنة الثلاثة، إلا أن يقال إنما خصوها. بذكر الحال، لتعذره مع "أن" ولأن دلالة: "أن" مع الماضي على المضي ومع المضارع على المستقبل أشد من دلالة: "ما" عليهما".
وفي حاشية الصبان ما لا يخرج في مضمونه عما سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>