للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

فيما تقدمم١ فأين الخبر في مثل: فلان - وإن كثر ماله - لكنه بخيل؟ .

وهذا تعبير يتردد على ألسنة بعض السابقين من "المولدين٢" الذين لا يستشهد بكلامهم ومثله: فلان - وإن كثر ماله - إلا أنه بخيل. وكلا التعبيرين ظاهر القبح والفساد٣ بالرغم مما حاوله بعض متأخري النحاة- كما نقل الصبان٤ من تأويله تأويلا غير مستاغ، ليصحح الأول على أحد اعتبارينن:

أولهما: أن جملة الاستدراك هي الخبر، بشرط اعتبار المبتدأ مقيدا بالقيد المستفاد من الجملة الشرطية التي بعده، فإن المراد، فلان مع كثرة ماله، ن بخيل ... أو: فلان الكثيرث المال بخيل، أو نحو هذا.... والتكلف المعيب ظاهر في هذا.

ثانيهما: أن يكون الخبر محذوفا والاستدراك منه. أي: فلان دائب العمل وإن كثر ماله لكنه بخيل. أو....

وهذا الوجه المعيب ينطبق على المثال الثاني أيضا٥.


١ ص ٤٤٢ ورقم ٨ من هامشها.
٢ جاء في المصباح المنير ما نصه في مادة "ولد": "رجل مولد، بالفتح: عربي غير محض، و "كلام مولد" كذلك". أهـ. وغير محض، أي غير خالص. وفي الأساس ما نصه: "ولدوا حديثا وكلاما: استحدثوه. وكلام مولد: ليس من أصل لغتهم. وشاعر مولد" أهـ.
٣ أما في الأسلوب الأول فلعدم وقوع "لكن" بين جملتين، كما تقضي بهذا الضوابط التي توجب أن تقع أداة الاستدراك "وهي "لكن" مشددة النون، وساكنتها" بين جملتين، كما توجب ألا تقع في صدر جملة تعرب خبرا عن مبتدأ، إذ المبتدأ ليس جملة، فلا تتوسط بين جملتين،
وأما في الأسلوب الثاني فلأنه نوع من الاستثناء غير معروف عن العرب الذين يستشهد بكلامهم.
٤ "جـ ١" أول باب: "المبتدأ والخبر"، عند تعريف الخبر.
٥ سيجيء لهذا البحث بيان آخر في رقم ٢٢ من هامش ص ٤٧١، وإشارة أخرى عند الكلام على: "لكن"، في رقم ٢ من ٢ ص ٦٣٠٠-- وكذلك في جـ٤ ص ٤٠٧، مم ١٥٥ حيث نجد وجها ثالثا، هو: زيادة "إن" وهو معيب هنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>