للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ومن أمثلة اكتساب المضاف من المضاف إليه التأنيث قول الشاعر:

وما حُبُّ الديارِ شَغَفْنَ قلبى ... ولكن حُبُّ مَن سكنَ الديارا

ومِن أمثلة اكتساب المضاف التذكير من المضاف إليه قولهم: رؤيةُ الفكر عواقبَ الأمور مانعٌ له من التسرع.

وهناك حالات هامة من المطابقة وأحكامها المختلفة أشرنا إليها فيما سبق١.

حـ- الغالب أن البدل يرتبط به ما بعده، ويعتمد عليه، فيطابقه فى حالتى التذكير والتأنيث وغيرهما، نحو: إن الغزال عينَه جميلة، وإنّ الفتاة جفنَها فاتر، ينصب كلمتى "عين" و"جفن" - وهما بدلان - وتأنيث خبر "إن" فى المثال الأول، وتذكيره فى الثانى. ولولا أن الملاحَظ هوالبدل - وأنه بمنزلة المبدل منه - لوجب التذكير فى الأول، والتأنيث فى الثانى. ولا مانع من العدول عن البدل فيما سبق إلى المبتدأ فى الكلمتين، ولعله الأحسن؛ لبعده عن اللبس الناشىء من البدل. ولا بد عند مراعاة الغالب من عدم وجود قرينة تمنع منه، وتدل على غيره. ومن غير الغالب قول الشاعر:

إن السيوفَ غُدُوَّها ورواحَها ... تركت هَوَازن مثلى قرن الأعْضَب٢

فقد جاء الفعل "ترك" مؤنثًا مراعاة لاسم: "إن"، لا للبدل٣ ...


١ في رقم ٢٢ من هامش ص ٤٥٧ بيان مواضعها، وأرقام صفحاتها ...
٢ الأغضب: الحيوان المكسور قرنه.
٣ راجع في هذه المسألة الصبان جـ ٣ آخر باب: "البدل" والخضري جـ٢ أول ذلك الباب.
وستجيء في الجزء الثالث من "النحو الوافي" ص ٦٥٢ م ١٢٦ باب: "البدل".

<<  <  ج: ص:  >  >>