للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقسامه ثلاثة١: ماض، وهو: كلمة تدل على مجموع أمرين؛ معنى، وزمن فات قبل النطق بها. ومن أمثلته قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا} .

ومضارع: وهو: "كلمة تدل على أمرين معًا: معنى، وزمن صالح للحال والاستقبال. كقوله تعالى: {قوْلٌ معْروفٌ، ومغْفِرةٌ خيْرٌ من صَدَقَة يتْبَعُها أذًى} ، ولا بد أن يكون مبدوءًا بالهمزة، أوالنون، أوالتاء، أوالياء ٢ ... وتسمَّى هذه الأحْرف: "أحرف المضارعة". وفتحها واجب، إلا فى المضارع الرباعيّ فتضمّ، وكذا في: المضارع المبني للمجهول. أما المضارع:


= المعنى والزمن". وقد أشرنا إلى هذا الموضوع في رقم٣ من هامش ص٥٤٥ - أول باب "كان" وأخواتها، وأوضحنا أن الرأي الثاني هو السديد، لأدلة كثيرة جاوزت العشرة ساقها أنصاره. وهناك بعض أفعال ماضية قيل إنها -ومن القائلين صاحب الهمع، جـ١ ص ٩- سلبت الدلالة على الزمان الماضي بسبب استعمالها للحال في الإنشاء، وقال المحققون: لا تدل على زمن مطلقًا، وإنما تدل على المعنى المجرد المخصصة له، مثل أفعال العقود "كبعت واشتريت" ومثل: "فعل التعجب" في أكثر أحوالهما بشرط ألا تتوسط "كان" الزائدة بين "ما التعجبية" والفعل الماضي "أفعل" الذي دخلت عليه، وبشرط ألا يوجد لفظ أو قرينة تدل على التقييد بزمن معين -"كما يجيء في رقم ٥ من هامش ص٥١ وكما يجيء في بابهما جـ٣ هامش ص٣٢٨- ومثل: "نعم"، المستعملة في إنشاء المدح، و"بئس" المستعملة في إنشاء الذم، وسيجيء الإيضاح في بابهما بالجزء الثالث "راجع حاشية التصريح جـ١ باب "إن" عند الكلام على: "لام الابتداء"، وتاج العروس عند الكلام على مادة كل من الفعلين، والهمع". والمراد من الرأيين السابقين -والتوفيق بينهما يسير- مدون أول حاشية ياسين جـ١ في فصل بناء الفعل.
١ وسيجيء في "د" من ص٥١، وما بعدها بيان الأزمنة المختلفة التي يدل عليها الفعل الماضي، ثم المضارع، ثم الأمر، مع ملاحظة أن لكل نوع من الأفعال زمنًا خاصًّا يشتهر به، ويغلب عليه، لكنه قد يتركه إلى زمن آخر - كما سنعرف- هذا، وقد يكون الفعل زائدًا محضًا، مثل "كان" وبعض أخواتها، "طبقًا للبيان الآتي في ص ٥٧٧" ولا يصح اعتبار اللفظ "سواء أكان فعلًا أم غير فعل" زائدًا إذا أمكن اعتباره أصليًّا؛ لأن اعتبار الأصالة مقدم على اعتبار الزيادة- كما سيجيء في ص ٧٠، ٤٨٩، ٥٨١.
ومما تجب ملاحظته أيضًا: أن الفعل والجملة بنوعيها الاسمية، والفعلية، في حكم النكرة، "طبقًا للبيان الوارد في رقم١ من هامش ٢١٣، وله إشارة في رقم ٢ من هامش ص ٢٠٩".
٢ يجب أن يكون المضارع مبدوءًا بالهمزة للدلالة على التكلم، وأن المتكلم فرد واحد، نحو: إني أتخير ما أقوله وما أقرؤه. ويجب أن يكون مبدوءًا بالنون للدلالة على التكلم، وأن المتكلم فرد واحد يعظم نفسه، أو أنه فرد واحد معه غيره، مثل: عند الزيارة تحسن استقبالك، ونكرم ضيافتك. ويجب أن يكون مبدوءًا بالتاء لمخاطبة المفرد المذكر والمؤنث وفروعهما، أو للتحدث عن المفردة الغائبة، أو مثناها، وكذلك جمعها "طبقًا للرأي الآتي في "جـ" من ص ١٨١" نحو: أنت تتقن عملك وأنت تتقنين عملك، وأنتما تتقنان عملكما "لخطاب المثنى المذكر والمؤنث" وأنتم تتقون عملكم، وأنتن تتقن عملكن، وهي تتقن عملها، وهما تتقنان عملها، وهن تنظمن عملهن، ويجب أن يكون مبدوءا بالياء للمفرد المذكر الغائب وفرو وجمع الغائبات. نحو: الشجاع يقول الحق لا يخاف شيئًا، الشجاعان يقولان الحق، لا يخافان شيئًا الشجعان يقولون الحق، لا يخافون شيئًا، الشجاعات يقلق الحق، لا يخفن شيئًا. وإذا كان المضارع مبدوءا بالهمزة أو النون أو التاء ففاعله ضمير مستتر وجوبا. طبقًا للبيان الآتي في ص ٢٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>