للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متأخر لظفاً ورتبة؛ وهوممنوع هنا. ومثل ذلك: "فى القطار رُكَّابُه" فكلمة: "ركاب" مبتدأ خبره الجار مع المجرور السابقين. وفى المبتدا ضمير يعود على: "القطار" وهوجزء من الخبر. ويجب تقديم الخبر؛ فلا يصح: رُكَّابُه فى القطار؛ لئلا يعود الضمير على متأخر لفظًا ورتبة؛ وهوممنوع هنا كما قلنا. وهكذا ...

٣- أن يكون للخبر الصدارة فى جملته؛ فلا يصح تأخيره. ومما له الصدارة أسماء الاستفهام؛ نحو: أين العصفورُ؟ فكلمة: "أين" اسم استفهام، مبنى على الفتح فى محل رفع، خبر مقدم، و"العصفور" مبتدا مؤخر. ونحو: متى السفرُ؟ فكلمة: "متى" اسم استفهام مبنى على السكون فى محل رفع خبر مقدم، و"السفر" مبتدأ مؤخر. ومثل هذا: كيف الحال؟ من القادم؟ ...

وكذلك الخبر الذى ليس اسم استفهام بنفسه ولكنه مضاف إلى اسم استفهام؛ نحو؛ مِلْكُ مَن السيارةُ؟؛ وصاحبُ أيِّ اختارع أنت؟

ومما له الصدارة "مُذْ ومُنْذُ" عند إعرابهما ظرفين خبرين متقدمين فى مثل: ما رأيت زميلى مُذْ أومنذُ يومان. ولوأعربناهما مبتدأين لوجب تقديمهما أيضاً١.

٤- أن يكون الخبر محصوراً٢ فى المبتدأ بإلا أوإنما؛ نحو: ما فى البيت إلا الأهل، إنما فى البيت الأهل؛ فلا يجوز تأخير الخبر وتقديم المبتدأ، لكيلا يختل الحصر المطلوب، ويختلف المراد ٣.


١ سبقت الإشارة لهذا في "أ" من ص ٤٨٩ وفي رقم ٥ من ص ٤٩٧ وسيجيء البيان عنهما في جـ٢ بابي: الظرف وحروف الجر.
٢ وقد أشرنا باختصار إلى "الحصر" وطريقته في رقم ٤ من هامش ص ٤٩٥.
٣ وقد أشار ابن مالك إلى المواضع الأربعة السابقة بقوله
ونحو: عندي درهم ولي وطر ... ملتزم فيه تقدم الخبر
يشير بهذا البيت إلى الموضع الأول: "والوطر هو: الغرض والحاجة"، ثم قال:
كذا إذا عاد عليه مضمر ... مما به عنه مبينا يخبر
يشير إلى الموضع الثاني، وهو: تقديم الخبر إذا عاد عليه مضمر "أي: ضمير" من المبتدأ الذي يخبر عنه بخبر، وهذا الخبر يبين ويفسر الضمير العائد إليه.
و"مما" أي: من المبتدأ الذي.... و "به" بالخبر - حالة كون الخبر مبنيا - وعنه "عن المبتدأ...." وفي البيت كثير من التعقيد، والضمائر الملتوية في مراجعها." ثم أشار إلى الموضع الثالث فالرابع بقوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>