للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما فى النوع فالمبتدأ فرد واحد، لكن له أجزاء، ومن هذه الأجزاء مجتمعة يتكون الفرد الواحد.

وحكم هذا النوع أنه يجب فيه عطف الخبر الثانى والثالث وما بعدهما، على الأول١؛ بشرط أن يكون حرف العطف الواو، ومتى عطف الخبر زال عنه اسم الخبر، وسمى عند الإعراب معطوفاً٢.

هذا وتعدد الخبر ليس مقصوراً على نوع الخبر المفرد؛ بل يكون فيه "نحو: المجلات طبيةٌ، هندسيةٌ، زراعيةٌ، تجاريةٌ ... " ويكون فى الجملة؛ "نحو: العصفور يغردُ، يتحركُ؛ يطيرُ، يتلفتُ - الصيف نهاره طويل، ليله قصير". وفى شبه الجملة؛ "نحو: الطائر أمامكَ؛ قُرْبك" وقد يكون مختلطاً؛ "نحو: هوأسد يزأر". فكلمة: "أسد" خبر. وكذلك جملة: "يزأر"، "ونحو: الأسد يَكْشِر عن أنيابه، غاضب، عابس". فجملة؛ "يكشر ... " خبر، وكذلك كلمة: غاضب، وكلمة: عابس.

نستخلص من كل أن الأخبار المتعددة:

"أ" وقد تكون واجبة العطف.

"ب" وقد تكون ممتنعة العطف.

"ج" وقد يجوز فيها العطف وعدمه.


١ مع صحة تقديم الأخبار كلها على المبتدأ وتأخيرها كلها عنه، وإلى تعدد الخبر يشير ابن مالك إشارة مختصرة بقوله:
وأخبروا باثنين أو بأكثرا ... عن واحد، كهم سراة شعرا ...
يريد: أن العرب أخبروا بخبرين أو أكثر عن مبتدأ واحد، كما في المثال الذي ساقه، فكلمة "هم": مبتدأ "سراة": خبر أول "شعرا" أي: شعراء-، خبر ثان، مرفوع بضمة مقدرة على الألف. والسراة: جمع سري، وهو: الشريف.
٢ مع أنه في المعنى خبر، لما سبق من أن المعطوف على الخبر خبر.
٣ يصح في مثل هذه الجملة أن تكون نعتا - كما سيجيء في الزيادة التالية:

<<  <  ج: ص:  >  >>