للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو: إلخ. الذى لن يزورنى مسئ ... ومثل هذا يقال فى الصفة أوالصلة التى لم تستوف الشروط.

وقد تدخل الفاء جوازاً - ولكن بقلة - فى الخبر الذى مبتدؤه كلمة "كل" إما مضافة لغير موصوف أصلا؛ نحو: كل نعمة فمن الله، وقول الشاعر١:

وكلُّ الحادثات وإن تناهتْ ... فمقرون بها الفرج القريبُ

وإمّ مضافة لموصوف لكن غير ما سبق٢ نحو: كل أمر مفرح أومؤلم فنتيجة لعلم صاحبه.

وإذا كان المبتدأ "أل" الموصولة وصلتها٣ صفة صريحة مستقبلة الزمن - جاز الإتيان بالفاء فى الخبر نحو: الصانع والصانعة فنافعان. المخترع والمخترعة فمفيدان. ومنه قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} ... وفريق من النحاة منع دخول الفاء فيما سبق، وأوّلَ الآية. وهذا رأى لا يصح الأخذ به مع وجود آية كريمة تعارضه، كما لا يصح تأويل الآية لتوافقه. فالصحيح دخولها على الخبر ولوكان أمراً أونهيًّا.

بقى أن نعرف أن المبتدأ الذى يشبه اسم الشرط فيما سبق إذا دخل عليه ناسخ - غير إنّ، وأنّ، ولكنّ - فإن الناسخ يمنع دخول الفاء على خبره. أما إنّ، وأنّ، ولكنّ، فلا تمنع؛ فيجوز معها دخول الفاء: مثل قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ} وقوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} وقول الشاعر:

فوالله ما فارقتكم قالياً٥ لكم ... ولكنّ ما يُقْضَى فَسَوْف يكونُ


١ البيت الآتي نقله صاحب الأمالي "جـ٢ ص ٣٠٧" عن ابن دريد.
٢ في رقم ١١، ١٢، ١٣ من الصورة السالفة.
٣ في ص ٣٧٢ و ٣٨٨ طريقة إعراب "أل" مع صلتها.
٤ جملة الصلة هنا ماضوية. فهي تؤيد الرأي الذي سبق- في رقم ٣ من هامش ص ٥٣٦ - وهو الرأي الذي يصرح بأن جملة الصلة قد تكون جملة ماضوية في المسألة التي نحن بصددها. أما الذين يشترطون استقبال الصلة فيؤولون الآية الأولى على معنى: "إن الذين يتبين أنهم فتنوا المؤمنين والمؤمنات...." ومثل هذا يقال في الآية الثانية وفي آيات أخرى سردتها المراجع النحوية، ومنها "الصبان" في الجزء الأول آخر باب: "المبتدأ والخبر، عند الكلام على موضوع اقتران الخبر بالفاء.
٥ كارها.

<<  <  ج: ص:  >  >>