٢ هذا الأسلوب صحيح، ولكنه غير شائع في الكلام القديم، فلا داعي لمحاكاته. والفعل والفعل في محل نصب خبر "ليس" واسمها ضمير الشأن، مستتر فيها، طبقا لرأي بعض النحاة، ومنهم ابن مالك وقد سبق عند الكلام على ضمير الشأن، "ص ٢٥٠" وقلنا هناك "في رقم ٢ من هامش ص ٢٥٤" أن الأحسن في هذا الأسلوب ونظائره "مما يقع فيه فعل بعد "ليس" مباشرة بغير فاصل...." أن تكون هي حرف نفي مهمل، أي: لا يمل، فليس له اسم ولا خبر. وهذا الإعراب أيسر وأنسب، لأن وقوع الفعل معمولا تاليا مباشرة لعامله الفعل الذي هو من نوعه، قليل جدا في الكلام الصحيح- ولهذا الحكم صلة بما سبق في رقم ١ من هامش ص ٥٤٧ - وإهمالها في هذه الصورة يوافق لغة تميم التي تهملها في كل الأحوال، وبلغتهم: "ليس الطيب إلا المسك" ولكن لا يحسن اليوم الأخذ برأي تميم، إلا في هذه الصورة التي أشرنا إليها. ويقول القرطبي في ص ٧٢ من مقدمة تفسيره، في باب: "الرد على من طعن في القرآن"، ما نصه: "إن العرب لم تقل ليس قمت: فأما لست قمت بالتاء فشاذ، قبيح، خبيث، رديء لأن "ليس" لا تجحد "أي: لا تنفي" الفعل الماضي، ولم يوجد مثل هذا إلا في قولهم: "أليس قد خلق الله مثلهم" وهو لغة شاذة...." " أهـ. واشترط الكوفيون للقياس على هذا الأسلوب دخول "قد" على خبر "ليس" مجاراة للمثال المسموع، ولأن قد " تقربه من الحال. ٣ ليس في هذا المثال فعل من أفعال الاستثناء كما سيجيء في بابه، جـ ٢ م ٨٣ ص ٣٢٨. ٤ ويفهم من هذا صحة وقوع الفعل الماضي في خبرها" ولكنه قليل قبيح - كما سلف في رقم ٢ والمستحسن أن يكون هذا الماضي مقرونا بالحرف" قد" ليقربه من الحال طبقا لرأي الكوفيين الذين يشترطون هذا في الماضي خبر "ليس" "كما سبق هنا، وفي رقم - ب - من هامش ص ٥٤٧". أما الاعتراض بأن "ليس" لنفي الزمن الحالي فيلزم من الإخبار عنها بالماضي تناقض...." فقد أجاب عنه النحاة: بأنها تكون لنفي الحال في الجملة غير المقيدة بزمان "أما المقيدة به فنفيها على حسب القيد. هذا إلى أن "قد" تقربه من الحال كما عرفنا.