للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

زيادة وتفصيل:

"أ"- للمضارع من ناحية الزمن أربع حالات؛ لا تتعين حالة منها إلا بشرط ألا تعارضها قرينة تعينها لحالة أخرى.

الأولى: أن يصلح للحال والاستقبال إذا لم توجد قرينة تقيده بأحدهما، وتَقْصره عليه. وحين يصلح للحال والاستقبال يكون اعتباره للحال أرجح؛ لأن الزمن الماضي له صيغة خاصة تدل عليه، وللمستقبل صيغة خاصة أيضًا، "هى: الأمر"، وليس للحال صيغة تخصّه، فجعلت دلالته على الحال أرجح، عند تجرده من القرائن؛ جبرًا لما فاته من الاختصاص بصيغة مقصورة عليه "كما يقولون". هذا إلى أن اللفظ إن كان صالحًا للزمن الأقرب والزمن الأبعد؛ فالأقرب أوْلى، والحال أقرب من المستقبل؛ فهو أحقّ بالاتجاه إليه.

فإن كان المضارع من أفعال المقاربة، مثل: "يكاد" فإنه يكون للزمن المستقبل، مع شدة قربه من الحال١.

الثانية: أن يتعين زمنه للحال، وذلك إذا اقترن بكلمة تفيد ذلك؛ مثل: كلمة: الآن، أو: الساعة، أو: حالا، أو: آنفًا٢.

أو: وقع خبرًا لفعل من أفعال الشروع؛ مثل: "طفق"، و"شرع"، وأخواتهما٣؛ ليساير زمنه معناها.

أو: نُفي بالفعل: "ليس"٤ أو بما يشبهها فى المعنى والعمل؛ مثل الحرف: "إن" أو: "ما"٥ ... أو لا" ٦.......... فكل واحد من هذه العوامل التى تعمل عملها يشبهها أيضًا فى نفى الزمن الحالى عند الإطلاق٧ ...

مثل: ليس يقوم محمد٨، إنْ يخرجُ حليم -ما يقوم على-


١ سيجيء البيان في باب "أفعال المقاربة". ص٦١٢.
٢ "آنفًا" كلمة عدها النحاة من الألفاظ التي تجعل المضارع للحال، باعتبار أنها تدل -كما في القاموس- على أقرب زمن سابق يتصل بالحال، فكأنها للحال نفسه.
٣ ستجيء هذه الأفعال في باب أفعال المقارنة" ص٦١٢.
٤ "راجع تفصيل الكلام عليها في النواسخ، أخوات كان" - ٥٥٧.
٥ راجع رقم١ من هامش ص٥٣ حيث الإيضاح للحرف "ما" وسيجيء الكلام عليه وعلى "إن" النافية وباقي الشبيهات في ص٥٩١.
٦ أما "لا" المهملة فيجيء الكلام عليهما في ص٥٩١.
٧ أي: عند عدم وجود قرينة تدل على أن الزمن ماض أو مستقبل.
٨ راجع ص ٢٣٠ حيث الكلام على مثل هذا الأسلوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>