للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحذف "كان" هنا واجب كما سلف؛ لوجود عِوَض عنها؛ فهوالموضع الثانى من موضعَى الحذف الواجب بسبب العوض، ولا يصح الجمع بين العوَض، والمعَوَّض عنه - والموضع الأول بعد "أن" المصدرية السابقة - أما فى غيرهما فالحذف جائز.

ومن الأمثلة الشائعة لحذف كان مع معموليها - بعد "إنْ" من غير تعويض؛ قولك لآخر: أتسافر وإن كان البرد شديداً؟ فيجيب: نعم، وإنْ ... أى: أسافر وإن كان البرد شديداً. ومثله: أتعطى السائل وإن كان أجنبيًّا١؟ ومثل هذا الحذف جائز عند عدم اللبس، ووجود قرينة تدل على المحذوف.

ومما سبق نعلم: أنّ "كان" تحذف جوازاً فى حالتين، ووجوباً فى حالتين أخْرَيَيْنِ، تجئ "ما" عوضاً عنها فى كل منهما، ولا يجوز إرجاع "كان" مع وجود العوَض عنها فى حالتى حذفها وجوباً. أما فى الحالتين الجائزتين فحذفها وإرجاعها سواء.


١ وقد أشار ابن مالك إلى بعض مواضع الحذف باختصار، قائلا:
ويحذفونها ويبقون الخبر ... وبعد: "إن" و "لو" كثيرا، ذا اشتهر
أي: إنهم يحذفون "كان" مع اسمها، ويبقون الخبر، وهذا الحذف قد اشتهر بعد "إن" و "لو" الشرطيتين على الوجه الذي فصلناه. ثم أشار إلى موضع آخر بقوله:
وبعد أن تعويض: "ما" عنها ارتكب ... كمثل: أما أنت برا فاقترب -
يريد: قد ارتكب "أي: حصل" تعويض: "ما" عن: "كان" المحذوفة الواقعة بعد: "أن المصدرية. وضرب لها مثلا هو: "أما أنت برا فاقترب" أصله: اقترب لأن كنت برا. أي: صاحب خير ومعروف، ثم جرى الحذف، والتعويض، والتقديم، والتأخير، والزيادة، كما شرحنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>