للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أي: سوف يفعل هكذا١. ..

الرابعة: أن ينصرف زمنه للمضي؛ وذلك إذا سبقته "لم"٢، أو: "لما". الجازمتين. مثل: قوله تعالى عن نفسه: {لم يلدْ، ولم يُولدْ، ولم يكنْ له كُفُوًا أحَدٌ} ، وقول الشاعر:

لَم يَمُتْ مَنْ له أثَرْ ... وحياةٌ من السِيَرْ

فزمن المضارع هنا ماضٍ. ومثل: لما يحضْر ضيفنا. أما في مثل:

إذا أنتَ لم تَحْمِ القديمَ بحادثٍ ... من المجْدِ لم ينْفَعْكَ ما كانَ من قَبْلُ

فزمن المضارعَيْن هنا ماض، بسبب وقوعهما بعد "لَمْ" قبل مجيء "إذا" الشرطيَّة، ثم صار مستقبلا محضًا بعد مجيئها - طبقًا لما سَلف٣.

أو: "إذا"؛ نحو: أطربني كلامك؛ إذ تقول للغنيّ: تصَدقْ، بمعنى: قُلتَ.

أو: "ربما"٤، نحو: فاتنى القطار فتألمت؛ فأدركني صديق بسيارته، فوصلنا قبل القطار؛ فالحمد لله؛ رُبما أكره الأمر وفيه خيرى ونفعي، أي: ربما كرهت.

أو: "قد" التي تفيد التقليل بقرينَة؛ كأن تقول لمن حملك على السفر كرْهًا: قد أسافر مُكرهًا؛ فماذا عليك لو تركتنى بعيدًا عن المشقة التى صادفتها؟ بخلاف "قد" التي للتكثير.

أو: وقع المضارع مع مرفوعه خبرًا فى باب "كان" وأخواتها الناسخة، إذا وقع الناسخ فى هذا الباب بصيغة الماضي، ولم توجد قرينة تصرف زمنه عن المضي إلى زمن آخر٥؛ مثل: كان سائق السيارة يترفق بركابها حتى وصلوا ... أي:


١ راجع حاشية ياسين على "التصريح" جـ١ ص١٦٠ باب المبتدأ والخبر، عند الكلام على الخبر.
٢ يشترط في "لم" التي تصرف منه زمنه للماضي ألا تكون مسبوقة بإحدى الأدوات الشرطية التي تخلصه للمستقبل المحض، مثل: "إن" الشرطية أو إحدى أخواتها. فإن وجدت هذه الأداة صرفته للمستقبل المحض، بالرغم من وجود "لم" كما سيجيء في جـ٤ باب الجوازم رقم١ ص٣١٥.
٣ في ص٦٢.
٤ لأن الأغلب دخول "رب" على الماضي، وإنما يكون زمن المضارع ماضيًا بشرط أن تقوم القرينة الدالة على مضي زمنه حقيقة، بخلاف ما لو كان مستقبلا محقق الوقوع، فإن هذا التحقق ونحوه - وإن جعل معناه الذي لم يتحقق بمنزلة ما تحقق- لا يجعل زمنه ماضيا بل يبقى مستقبلا. وسيجيء هذا مفضلا في موضعه "جـ ٢ م ٩٠ ص ٤٨٣ حروف الجر.
٥ كما في صور ٥٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>