للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

السين وكسرها؛ نحو: عسِيَت١ أن أسْلَمَ من المرض، وعسيَت أن تفوز بالغنى، وعَسِيتما ... وعَسِيتم ... وعَسين ... والفتح أشهر٢.

"د" فى مثل: عسانَى أزورك - عساك تزورنى، عساه يزورنا من كل تركيب وقع فيه بعد "عسى" الضمير: "الياء" أو"الكاف" أو"الهاء" وهى ضمائر ليست للرفع - تكون: "عسى" حرفاً للرجاء٣، بمعنى: "لعل" وتعمل عملها، وهذا أيسر الآراء كما سبق٤. ويجوز اعتبار "عسى" من أخوات "كان" وهذا الضمير فى محل رفع اسمها. ولا يكون كذلك فى غير هذا الموضع والأفضل الإعراب الأول، والاقتصار عليه أحسن.

"هـ" فى مثل: عسى أن يتلطف الطبيب مع المريض - يوجب النحاة إعراب كلمة: "الطبيب" فاعلا للفعل: "يتلطف". ولا يجيزون أن تكون مبتدأ متأخراً، ولا اسماً لعسى الناقصة، ولا غير ذلك٥. وحجتهم فى المنع أن إعرابها بغير الفاعلية للفعل: "يتلطف" يؤدى إلى وجود كلمة أجنبية فى وسط صلة "أنْ" فمن الخطأ إعراب أن "مصدرية" "يتلطف" مضارع منصوب بها، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو" يعود على "الطبيب" المتأخر فى اللفظ؛ دون الرتبة؛ وعلة الخطا أن كلمة: "الطبيب" سواء أكانت مبتدأ متأخراً، أم اسماً لعسى، قد


١ وإسناده لهذه التاء التي هي ضمير - دليل من الأدلة التي يعتمد عليها أصحاب الرأي القائل بأن "عسى" فعل ماض، وليست حرفا. أما بقية أفعال هذا الباب فلا خلاف في أنها فعل.
٢ وفي هذا يقول ابن مالك:
والفتح والكسر أجز في السين من ... نحو: عسيت، وانتقا الفتح زكن
أي: أن الفتح والكسر جائزان في مثل: "عسيت" حين يتصل بها ضمير رفع لمتكلم، أو لمخاطب كما شرحنا، "زكن" انتقاء الفتح "بمعنى: علم اختياره عن العرب"، وأنه أفضل عندهم من الكسر.
٣ وفي هذه الحالة لا تقع بعدها "ما" الزائدة لأن "ما" الزائدة لا تقع بعد عسى -
كما سيجيء في آخر رقم ٤ من هامش ص ٦٦٤ وكما سبق في رقم ٢ من هامش ص ٦٢٢
٤ في رقم ٣ من هامش ص ٦٢٢ وفي ب من ص ٢٤١ وستجيء لها إشارة في رقم ٢ من هامش ص ٦٢٨.
٥ وهذه هي الحالة المستثناء التي أشرنا لها في رقم ٥ من هامش ص ٦٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>