للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحرف الثاني: أن

وأما "أنّ" "مفتوحة الهمزة، مشددة النون" فيجوز فيها التخفيف بحذف النون الثانية المفتوحة، وترك الأولى ساكنة؛ نحو: أيقنت أنْ" "علىٌّ شجاعٌ".

ويتحتم اعتبار "أنْ" مخفَّفة من الثقيلة متى وجدت علامة مما يأتى:

١- أن تقع بعد ما يدل على اليقين١ والقطع، مثل: أيقَن، تيقَّن، جزَم، عَلِم، اعتَرف التى بمعنى: عَلِمَ، أو: أقَرَّ، اعتقادى، لا شَكَّ. وغيرها من الأفعال أوالألفاظ التى تفيد اليقين٢؛ نحو: أيقنت أنْ عدلٌ من الله كلُّ جزائه. وقول الشاعر:

أأنت أخى ما لم تكنْ لى حاجةٌ؟ ... فإن عرَضتْ أيقنت أنْ لا أخا ليا

٢- أن تدْخل على فعل جامد، أورُبّ، أوحرف تنفيس٣؛ نحو: اعتقادى أنْ ليس لشفقة الوالدين مثيل؛ وقول الشاعر:

وإنى رأيت الشمسَ زادت محبةً ... إلى الناس أن ليْسَتْ عليهم بسَرْمَدِ

ومثل:

أجِدَّكِ ما تَدرينَ أنْ رُبَّ ليلةٍ ... كأن دُجَاها من قُرونِكِ يُنْشَرُ

وقول الناصح لسامعيه:

فإنْ عصيتم مقالى اليوم فاعترفوا ... أنْ سوف تَلْقَوْن خِزْيًا ظاهر العار

٣- أن يقع بعدها فعل دعاء، نحوأطال الله عمرك، وأن هيَّأ لك المستقبل السعيد.


١ انظر ص ٦٤٤ ومما يدل على اليقين عند سيبويه، ومن معه - الألفاظ الدالة على الخوف والحذر إذا كان أمرهما متيقنا- كما في الصفحة المشار إليها.
٢ أما التي تقع بعد ما يدل على الظن "مثل، زعم، خال،.... والظن معناه: ترجيح أحد الأمرين" فإنها صالحة لأن تكون مخففة، وأن تكون مصدرية ناصبة للمضارع بعدها. ويعينها لأحدهما وجود قرينة لفظية تقضي بالتعيين. فوجود الفاصل، أو رفع المضارع بعدها- قرينة لفظية على أنها المخففة. ونصب المضارع بعدها قرينة لفظية على أنها المصدرية الناصبة له. فإن لم تكن مسبوقة بما يدل على اليقين أو الظن فهي المصدرية الناصبة للمضارع حتما، كالتي تقع بعد ما يفيد الرغبة أو الإشفاق، أو الطمع أو التوقع "وقد سبق بيان المراد من هذه الألفاظ في رقم ٣ من هامش ص ٦٣٥، نحو: أود أن أشارك في كل عمل نافع - أخشى أن يشتد البرد - أرجو أن أهنيء الزملاء بما يسرهم - يسرني أن يزورني العلماء. "انظر "أوب" من ص ٤٠٨ وما بعدها و ٦٤٤، وستجيء الأنواع "أن" المختلفة بيان شامل في باب النواصب "جـ ٤ ص ٢٦٥ و ٢٧٣ م ١٤٨".
٣ هو السين، أو: سوف، وقد سبق الكلام على معناهما، والفرق بينهما في ص ٦٠ -.

<<  <  ج: ص:  >  >>