ومفردا نعتا لمبني يلي ... فافتح، أو: انصبن، أو: ارفع، تعدل يريد: أن النعت المفرد، الذي يلي اسم "لا" المبني، يجوز فيه الفتح، أو النصب. وإن شئت، فارفعه، تكن عادلا بين الرفع وغيره. أو تكن عادلا بين الثلاثة "والفاء في: "فافتح زائدة لتحسين اللفظ، فلا تمنع من تقدم معمول ما دخلت عليه. مثل كلمة: "مفردا" هنا". ٢ لأن بناء على الفتح يقوم على تخيل أنه مركب مع اسم "لا" كتركيب الأسماء التي يقتضي التريب بناءها على فتح الجزأين، كسبعة عشر، وغيرها من الأعداد والأسماء المركبة - كما أوضحناه في رقم ٢ من هامش الصفحة ٧٠٣ - وهذا التركيب لا يكون إلا بين كلمتين فقط. فإذا كان النعت غير مفرد، أو كان المنعوت غير مفرد - ترتب على هذا أن يقع التركيب بين أكثر من كلمتين، وهذا مرفوض. وكذلك الشأن لو وجد فاصل بين النعت والمنعوت، فإنه سيؤدي إلى قيام التركيب بين أكثر من كلمتين. ٣ وإلى النعت غير المستوفي للشروط يشير ابن مالك بقوله: وغير ما يلي، وغير المفرد ... لا تبن: وانصبه، أو الرفع اقصد يقول: إذا كان النعت لا يلي المنعوت، لوجود فاصل بينهما، أو كان أحدهما أو كلاهما غير مفرد - فلا تبن النعت، بل انصبه، أو اقصد إلى الرفع، فأنت مخير بين النصب والرفع - دون البناء. ثم أشار بعد ذلك إلى حكم العطف على اسم "لا" التي لم تتكرر، فقال: إن حكم المعطوف هو كحكم النعت المفصول. ذلك الحكم الذي يقضي باختيار النصب أو الرفع دون اختيار البناء. وقد شرحنا حكم ذلك العطف تفصيلا، ويقول فيه ابن مالك: والعطف إن لم تتكرر: "لا" احكما ... له بما للنعت ذي الفصل انتمى انتمى، أي: انتسب. واحكما، أصلها: احكمن، بنون التوكيد الخفيفة، وقلبت ألفا عند الوقف.