للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعرب والمبني ١ من الأسماء، والأفعال، والحروف:

"أيْ: من أقسام الكلمة الثلاثة":

أولا: الحروف كلها مبنية؛ لأن الحرف وحده لا يؤدى معنى فى نفسه، وإنما يدل على معنى فى غيره، بعد وضعه فى جملة -كما سبق٢. وإذًا لا ينسب إليه أنه فعل فعلا، أووقع عليه فعل؛ فلا يكون بنفسه فاعلا، ولا مفعول به، ولا متممًا وحده للمعنى "أى: لا يكون مسندًا إليه ولا مسندًا، ولا شيئًا يتصل بذلك". لعدم الفائدة من الإسناد فى كل حالة٣،

ونتيجة ما سبق أنه لا يدخله الإعراب؛ لعدم حاجته إليه؛ لأن الحاجة إلى الإعراب توجد حيث توجد المعانى التركيبية الأساسية، والحرف وحده لا يؤدى معنى قط. ولكنه إذا وضع فى تركيب فإنه يؤدى فى غيره بعض المعانى الجزئية "الفردية" بالطريقة المفصَّلة التى أشرنا إليها عند الكلام عليه٢؛ كالابتداء، والتبعيض، وغيرهما مما تؤديه كلمة: "من". أوالظرفية، والسببية، وغيرهما مما تؤديه كلمة: "فى" - فهذه المعانى الجزئية تَعْتَور الحرف، وتتعاقب عليه، ولكن لا يكون التمييز بينها بالإعراب، وإنما يكون بالقرائن المعنوية التى تتضمنها الجملة.

ثانيًا: الأسماء يناسبها الإعراب وهو أصل فيها؛ لأن الاسم يدل بذاته على معنى مستقل به -كما سبق٣- فهو يدل على مسمى؛ "أي: على شيء


١ يلاحظ أن المبني لا تراعي زاحيته اللفظية مطلقا في توابعه أو غيرها، فتوابعه إنما تساير محلة فقط- إن كان له محل من الإعراب- وهذا أثر هام من آثار "الإعراب المحلي" الذي يجيء الكلام عليه "في ص ٨٤" لكن يستثنى من هذا الحكم العام النعت الخاص بالمنادي "أي، أو: أية" وبالمنادي اسم الإشارة الذي جيء به للتوصل إلى نداء المبدوء بأل، نحو: يا أيها العالم، ويأتيها العالمة، ويا هذا الفاضل ... فيجب في هاتين الصورتين رفع التابع مراعاة للمظهر الشكلي للمنادي، مع أن هذا المنادي مبني، وهما صفتان معربتان منصوبتان- مراعاة لمحل المنادي-، مع أن هذا المنادي مبني، وهما صفتان معربتان منصوبتان - مراعاة لمحل المنادي- بفتحة مقدرة على الآخر، منع من ظهورها ضمة المماثلة للفظ المنادي في الصورة الشكلية- وتفصيل هذا وإيضاحه في جـ٤ ص ٣٤ م ١٣٠-.
"٢ و ٢" في ص ٦٦.
٣ في ص ٢٦ إلا إذا قصد لفظه، كما في جـ" من ص ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>