(٢) في المسألتين الأخيرتين؛ (مسألة ٦٢: "القول" ومسألة ٦٣: "الحذف") يقول ابن مالك في الحذف: وَلاَ تُجِزْ هُنَا بِلاَ دَليلِ ... سُقُوطَ مَفْعُولَيْنِ، أَوْ مَفعُولِ. يريد: ليس من الجائز في هذا الباب سقوط مفعول (أي: حذفه) أو مفعولين. إلا بوجود دليل يدل على المحذوف. وكلامه مختصر، وقد وفيناه. ويذكر في القول: و"كَتَظُنُّ" اجْعَلْ: "تقُولُ" إنْ وَلِي ... مُسْتَفْهَماً بِهِ. وَلَمْ يَنْفَصِل بغَيْرِ ظَرْفٍ، أَوْ كَظَرْفٍ، أَوْ عَمَلْ ... وإِنْ ببَعْضِ ذِي فَصَلْتَ يُحْتَمَلْ المعنى: اجعل "تقول" -وهي مضارع للمخاطب- مثل "تظن" في المعنى والعمل إن وليت: "تقول" مستفهماً به، أي: إن جاءت "تقول" بعد أداة يُستفهم بها. (فوقوع الفعل "تقول" بعد الاستفهام شرط) . وشرط آخر؛ هو: ألا ينفصل الفعل المضارع: "تقول" عن أداة الاستفهام بفاصل غير الظرف. أما الظرف فيجوز أن يقع فاصلاً بينهما، كذا ما يشبه الظرف؛ وهو الجار مع مجروره. -وقد يطلق "الظرف" -أحياناً- على شبه الجملة بنوعيه- وكذا كل شيء آخر وقع عليه عمل الفعل: "ظن" أو عَسَلُ معمول الفعل؛ كالأمثلة التي سبقت في الشرح. ثم بين الرأي الآخر في: "القول" بالبيت التالي: وأُجْريَ "القوْلُ"، "كَظَنٍّ" مُطْلَقَا ... عِنْدَ "سُلَيم"؛ نَحْو؛ قُلْ ذَا مُشْفِقَا أي: قبيلة "سليم" تجري القول مجرى الظن في المعنى، والعمل والأحكام المختلفة، من غير اشتراط شيء مطلقاً. إلا اشتراط أن يكون "القول" بمعنى "الظن" ... مثل: قل هذا مشفقاً. وقد سبق رأي آخر لهم. في رقم ١ من هامش ص٥٢.