للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تطبيق الأحكام وآثار الخاصة بالأفعال القلبية عليهما، إلا التعليق فجائز؛ ومنه قوله تعالى: {رَبِّ أَرِنِي ١ كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} .

وقد نصت كتب اللغة على أفعال أخرى -قلبية وغير قلبية- قد ينصب كل فعل منها بذاته ثلاثة من المفاعيل، دون وجود همزة التعدية قبله، وأشهر تلك الأفعال خمسة: نبأ - أنبأ - حدث - أخبر - خبر ... مثل: نبات الطيار الجو مناسبًا للطيران - أنبأت البحار الميناء مستعدًا - حدثت الصديق الرحلة طيبة - أخبرت المريض الراحة لازمة - خبرت البائع الأمانة أنفع له، والكثير من الأساليب المأثورة أن يكون فيها تلك الأفعال الخمسة مبنية للمجهول، وأن يقع أول المفاعيل الثلاثة نائب فاعل مرفوعًا، ويبقى الثاني والثالث مفعولين صريحين، ومن الأمثلة قول الشاعر:

نبت نعمى على الهجران عاتبة ... سقيًا ورعيًا٢ لذاك العاتب الزاري

وقد جاء في القرآن "نبأ" ناصبًا مفعولًا واحدًا صريحًا، وسد مسد المفعولين الآخرين جملة "إن" مع معموليها، بعد أن علقت الفعل عنها باللام في قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} ٣.


١ فالآية تشتمل على فعل الأمر "أر"، وهو من "أرى" البصرية التي تنصب مفعولين بشرط وجود همزة التعدية قبلها، و"ياء المتكلم" هي مفعوله الأول، وجملة "كيف تحيي الموتى" في محل نصب سدت مسد المفعول الثاني، في الرأي الراجح، باعتبار "كيف: استفهامية معمولة للفعل: "تحي" "وقد سبق الكلام على إعراب "كيف" في ج١ ص ٤٦٢ م ٣٩، وسيجيء في رقم ٣ من هامش ص١١٣.
٢ في رقم ٣ من هامش ص ٢٢٢ بيان عن كلمتي "سقي ورعي"، وفي ج١ م٣٩ ص ٤٦٨ بيان أكمل.
٣ فيما سبق يقول ابن مالك في باب مستقل، عنوانه: "أعلم وأرى".
إلى ثلاثة "رأى و"علما" ... عدوًا، إذا صارا: أرى وأعلما
وما لمفعولي: "علمت مطلقًا" ... للثان والثالث: أيضًا حققا
التقدير -وهو شرح أيضًا-: النحاة عدوا الفعل: "رأى" والفعل: "علم" إلى ثلاثة من المفاعيل إذا صار كل من الفعلين في صيغة جديدة؛ هي: "أرى، وأعلم"؛ حيث سبقتهما "همزة التعدية"، ثم بين أن ما ثبت لمفعولي "علم" من الأحكام المختلفة باعتبارهما في الأصل مبتدأ وخبرًا -يثبت للثاني والثالث هنا، فليس الثاني والثالث مع وجود همزة التعدية إلا الأول، والثاني قبل دخولها على فعلهما، "والألف في "علماء" وأعلما -وحققا- ألف الإطلاق الزائدة لوزن الشعر، ثم قال: =

<<  <  ج: ص:  >  >>