للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهار وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون) (١) الى آخر الآية الكريمة، ثم يعقب الله على هذه الآيات بأنه مهما بلغ العلماء بعلمهم فإن المجهول لديهم كثير وأنه لا يعلم هذا المجهول الا الله سبحانه (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب الا الله وما يشعرون) (٢) ومن أجل شهادة التوحيد حث الاسلام على العلم وجعله من أسس الدين، العلم هو السبيل الوحيد الى بناء العقيدة الصحيحة وهو الهادي الى هداية الانسان وسعادته، ولهذا رفع الإسلام من شأنه ونوه بمكانته، وحث الناس على اعتشاقه وقد مثله بالنور والجهل بالظلمات قال تعالى: (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون) (٣) ولقد وجه الاسلام الناس الى أخذ الأحكام عن العلماء فقال عز وجل: (فسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) (٤) والعلم في نظر الاسلام حق مشترك بين الناس ولهذا أمر الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم الذى هو قدوة المسلمين وأسوتهم أن يقول: (وقل رب زدني علما) (٥) في كل يوم بل في كل لحظة ذلك ما يجب أن يكون شعار المسلمين وإذا ما ازداد المسلم علما ازداد خشية وإذا ازداد خشية تحقق فيه اسلام الوجه لله على أكمل صورة ومن يسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى ولله عاقبة الأمور (٦).


(١) سورة النمل
(٢) سورة النمل
(٣) سورة الانعام
(٤) سورة الانبياء
(٥) سورة طه
(٦) سورة لقمان

<<  <   >  >>