المواد التي تدرس في هذه المعاهد لم تكن تختلف عن المواد التي كانت تدرس في باقي أنحاء العالم الإسلامي.
أما الصناعة فكانت مزدهرة أيضا ان زرابي مدن سطيف والقرقور، وجبل عمور وتلمسان كانت مشهورة، وأما صناعة النحاس والفضة والذهب فكانت الأساس للصناعة الجزائرية، وكذلك الفلاحة كانت راقية ومزدهرة، قال الجنرال كافينياك:) كان لزما علينا أن نقدر الويلات حق قدرها التي جرتها الحرب على العرب الى يومنا هذا أن العربي متمسك بأرضه أشد مما تتصوره، ملكيته منظمة أحسن مما يقال عنها، وفى هذا الباب اننا محتاجون الى الكثر من الدروس من طرف العرب (.
بدأ الاحتلال الفرنسي للجزائر سنة ١٨٣٠ م، وكان الأتراك هم الذين يحكمون البلاد، وسبب هذا الاحتلال هي الديون المترتبة في ذمة فرنسا، فلما طلبت الحكومة الجزائرية بتسديدها أعلنت فرنسا على هذه الحكومة حربا شعواء وهجمت جيوشها على عاصمة البلاد، وتمركزت قواتها في ساحل البلاد، والحكومة الجزائرية كانت لا تتوقع هذا أبدا ولما عجزت عن صد هذا الهجوم السافر، وقع حسين داي باشا صك الاستسلام وقبل الشروط التي أملاها عليه قائد الحملة الفرنسية وغادر البلاد وذلك في شهر تموز من السنة المذكورة، فدخلت الجيوش الفرنسية الى العاصمة فنهبت وسلبت كما هو شأنها من غير وازع ولا رادع ...
ولما استولى الغزاة الجدد على العاصمة وتمركزوا في بعض النقاط من الوطن فأول شيء بدأوا به هو القضاء التام على كل ما كان للجزائريين من اقتصاد زاهر ومدينة راقية، وانحصر حربهم في العقيدة التي يحملها الشعب بين طياتها طيلة إقامتهم في هذا الوطن حتى طردوا منه سنة ١٩٦٢ م.
اختل نظام الحكم في البلاد بعد مغادرة الداي، فاستقلت كل ناحية بنفسها وأخدت تنظم السكان للدفاع عن الوطن فسكان قسنطينة قد التفوا حول الحاج أحمد باي وحصنوا - مدينتهم تحصينا محكما، وأما سكان غرب الجزائر فقد اجتمع رؤساء