فصار غريبا وحيدا طريدا شريدا لا دار تأويه ولا قانون يحميه لا في بلاده ولا في فرنسا ولا في أي بلاد من بلاد الله ...
ولما تم للاستعمار في هذا الوطن ما أراد من الحكم والسيادة اتجهت أنظاره إلى تونس الخضراء القطر الشقيق ففتحها بسهولة، وبدون مقاومة تذكر، وعقد مع المسؤولين معاهدة حماية وذلك في سنة ١٨٨١م ولم تنته مطامعه عند هذا الحد، والمملكة الشريفة لا زالت تنعم بالاستقلال، ومنفصلة عن أختيها الشقيقتين لا بد من ضمها إليهما، فأخد يتحكك عليها حتى وقع معاهدة حماية معها، وتمت هذه المعاهدة في سنة ١٩١٢م فأصبح شمال افريقيا جميعا في قبضته وتحت سيطرته مستعمرة كبيرة يعامل أهلها معاملة واحدة لا فرق بين حماية وغيرها.