للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعضاء هذه الجمعية كلهم، لهم عقيدة راسخة وقدم ثابت في العلوم والمعارف والفنون، وشهرة واسعة في الأخلاق والتربية، وأنهم يمثلون السلف الصالح في عقيدته أحسن تمثيل، تحملوا مسؤولية الدعوة الاسلامية ليبلغوها وينشروها بين الناس كافة، وكانوا شاعرين بما يعترض سبيلهم من العراقيل والصعوبات التي ينصبها لهم الاستعمار، والذين يمتصون دماء الأمة باسم الدين، ولكنهم عازمون على تبليغ رسالتهم مهما كان الثمن ومهما كانت الأحوال والظروف.

كان يرأس هذه الجمعية الشيخ عبد الحميد بن باديس قدس الله روحه، فكان نابغة عصره في العلوم والمعارف وداهية في السياسة، وآية في الإخلاص والجرأة والإقدام، له مواقف مشهورة لا زالت ماثلة في الأذهان الى الآن ...

أنقل بعض الفقرات التي قالها فيه صديقه وزميله في الكفاح الشيخ البشير الإبراهيمي طيب الله ثراه قال فيه: (باني النهضتين العلمية والفكرية بالجزائر، ووضع أسسها على صخرة الحق، ومنشئ مجلة الشهاب مرآة الاصلاح وسيف المصلحين، ومربي جيلين كاملين على الهداية القرآنية والهدي المحمدي، وعلى التفكير الصحيح، ومحى دوارس العلم بدروسه الحية، ومفسر كلام الله على الطريقة السلفية في مجالس انتظمت ربع قرن، وغارس بذور الوطنية الصحيحة، وملقن مباديها علم البيان وفارس المنابر.

وحسبة أنه أحيا أمة تعاقبت عليها الأحداث والغير ودنيا لابستها المحدثات والبدع، ولسانا أكلته الرطانات الأجنبية، وتاريخا غطى عليه النسيان، ومجدا اضاعه ورثة السوء، وفضائل قتلتها رذائل الغرب)، عيون البصائر.

توزع اعضاء هذه الهيئة المحترمة على عواصم القطر وأخذوا يبينون للناس تعاليم الاسلام الصحيحة التي نزل بها الوحى الشريف، وكانوا يفسرون القرآن الكريم تفسيرا سلفيا لو فهمه الأعاجم لدخلوا في الاسلام، فكانوا يستخرجون منه الأحكام والنواهي والوعد والوعيد، ويشرحون أحاديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويلقون سيرته المطهرة للناس، وسيرة

<<  <   >  >>