للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهوى من القلوب، وأعجب بها الشعب أيما اعجاب، فأقبل عليها من كل ناحية ولا سيما سكان المدن.

وصارت الأمة تتسابق الى انشأ المساجد والمدارس الحرة، وكانت تتعاون على نشر العلم والمعارف، والتضحية في سبيل اصلاح الأمة بكل نفس ونفيس، فأصبحت الأمة تعتني بتربية أبنائها تربية علمية عصرية وطنية فكانت ترسل الكبار منهم الى الخارج ليتعلموا العلوم على اختلاف أنواعها، إما الى فرنسا أو الى تونس، أو الى المغرب الأقصى أو الى الأزهر الشريف بواسطة جمعية العلماء وبإرشادها، وأنشأت معهدا سمته باسم رئيس الجمعية في مدينة قسنطينة، فانتشر الاصلاح الديني واللغة العربية في أنحاء الوطن، فبدأت الحركة العلمية تسود المواطنين، فصارت المدارس تعد بالعشرات والتلاميذ بعشرة الآلاف.

رجعت هذه الحركة الدينية الأمل في النفوس والثقة بالمستقبل، والاعتزاز بالشرف القومي.

الشعب الجزائري مسلم يستجيب للدين إذا وجد من يوجهه ويحافظ على تقاليده وعوائده، ولا يتفاد الا به، ولا يخضع الا له غير أن الأغلبية منه جاهلية بتعاليمه، ولم يبق لها من الدين الا العاطفة، ولهذا لما دعاه قادة الثورة باسم الدين فلب النداء في الحال وقدم في سبيل الدعوة الى الثورة كل ما يملك من نفس ومال وجهد.

أسفرت هذه الدعوة المباركة أي دعوة الاصلاح عن استيقاظ الرأي العام.

هذه الهيئة هي التي بعثت الاصلاح والوطنية من جديد في الأمة الجزائرية، وشمل الاصلاح جميع الميادين من سياسية واقتصادية واجتماعية وعلمية.

حاربت هذه الجمعية الجهل المتفشي في المجتمع والفساد بجميع أنواعه وألوانه، وآلت على نفسها ألا تترك العمل حتى تنهض الأمة مما تردت فيه، وتتخلص من العوائد السيئة والتقاليد المنافية لتعاليم الدين حتى يعود الاسلام واللغة العربية الى هذا الوطن من جديد ..

<<  <   >  >>