وهناك، وتضع القنابل لهدم المنازل ونسف المحلات التجارية وغيرها، وتخريب منشآت الحكومة وإتلاف ما فيها كالمستشفيات والمعامل والمدارس، والمكتبات العامة الى غير ذلك من التخريب العام الشامل. بحيث ما كاد الأوربيون يغادرون البلاد حتى تركوا اقتصادها مخربا ومنهارا تماما.
لهذه الأعمال الوحشية وأمثالها شجعت الشعب على خوض الثورة والدفاع عن النفس والأموال والعرض، ولا طريق له الا هذه الطريق فهو مرغم على سلوكها، ولهذا وقف كرجل واحد في وجه الاستعمار طيلة سبع سنوات ونصف، والحرب متواصلة ليل نهار، والمعارك دائرة رحاها في كل ناحية، وكان في زحفه الشديد ينتقل من نصر الى نصر. ومن قوة الى أقوى حتى اعترف الاستعمار له بحق تقرير مصيره في الحرية والاستقلال.