للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القضية الجزائرية على جمعية الأمم، ولكن رغم هذه المعارضة عرضت أكثر من خمس مرات على هذه الهيئة ...

ولما اقتنعت الهيئة الأممية بعدالة هذه القضية وتحققت من أن فرنسا لم تكن جادة في حلها بدأت تتذمر منها وكانت توصي في كل مرة تتقدم فيها القضية بأن تحل حلا سلميا على مقتضى قرار هيئة الأمم.

وكانت وفود آسيا وافريقيا في هذه الجمعية لا تريد مناقشة القضية الجزائرية على هذا المنبر العالمي الا تفهيم الرأي العام في هذه القضية العادلة. وأما انها متيقنة بأن الصلح لا يكون الا مع فرنسا وحدها.

وبمجرد الاعلان عن الثورة في الجزائر كان لها صدى كبير، وإعانة فعالة من طرف العالم الإسلامي، بل اعتبرها ثورته.

وبفضل هذه الدعاية الحكيمة والخطة الرشيدة توصل قادة الثورة الى أهدافهم التي رسموها من أول مرة، فأصبحت ثورة الجزائر حديث المجالس العالمية سواء منها الخاصة أو العامة وبفضل الدعاية المحكمة جلبت عطف الشعوب، وأصبحت تنظر الى الجزائريين بعين الاكبار والاعجاب، وكسبت أصدقاء في الخارج، فكانوا يمدونها بما تحتاج إليه من إعانة أدبية ومادية، واحتلت الصدارة في صحف العالم، وألفت فيها عدة أسفار تنويها ببطولة الشعب وإعجابا بعبقريته الفذة، قام القادة بهذه الاعمال كلها، وبالفعل جعلوا قضية الجزائر قضية عالمية لا محلية كما تدعي فرنسا.

أما الطائفة الثانية فإنها توزعت على القطر الجزائري لتقود المنظمات السرية التي كانت تحت اشرافها، والاتصال بالشخصيات البارزة من الشعب لتلقين النظام الذى تسير عليها الثورة ...

سار هذا النظام منذ بدء الثورة على عاملين أساسيين: العامل الأول هو إيجاد القوى التي بها تستطيع الثورة أن تقف في وجه العدو، بحيث تحمي نفسها منه وتدافع عن وجودها، ولهذا ما كاد الشباب يسمع بإعلانها حتى نفر الى مراكز التجنيد الموجودة

<<  <   >  >>