سوستيل) تنكر له وأصبح خصما لذودا لسياسته نحو الجزائر حينما أعلن تقرير المصير ...
جاء هذا الولي الى الجزائر يحمل معه اصلاحات اجتماعية يعنى تطوير الأنظمة مع الاعتراف بوجود شخصية جزائرية متميزة ثقافيا واجتماعيا، وكان يجول في القطر، وينتقل من بقعه الى أخرى ويصرح بقوله: ان الحكومة عازمة على اصلاحات هامة وتغيرات كبيرة في ميداني الاقتصاد والاجتماعي ستكون بعيدة الأثر في حياة المواطنين، وكان ينوه بهذه الاصلاحات في جميع خطبه التي كان يلقيها ليفصل الشعب عن الثورة ...
ولم يدر أن الشعب أصبح لا ينخدع بهذه المخدرات، ولا تنطلي عليه الحيل ولا المجاملات.
ومدة إقامته في هذا الوطن وهو يكرر في هذه الالفاظ بدون عمل: نشر التعليم والثقافة، تعلم الصناعة لتتقدم البلاد ماديا وأدبيا، القضاء على البطالة بجميع أنواعها حتى ترتفع معيشة السكان، ويضارع هذا الشعب شعوب العالم الحر.
ولكن الشعب لم ير هذه الاصلاحات الا ما يسمع عنها في الصحف والاذاعات، هذه التصريحات والاصلاحات التي يشيد بها هذا الحاكم العام ما هي الا تقليد لكل وال جديد ترسله فرنسا الى هذا القطر.
أما الثورة فوقف منها موقفا حازما، فأخذ في الحال في تعزيز القوات العسكرية وجلبها من فرنسا، وإرسالها الى المناطق التي شبت فيها الثورة، فكانت النجدات تتوالى مدة اقامته وأخذ يلقى القبض على المشبوهين والمشكوك فيهم ظنا منه أنهم يعملون مع الثوار في الناحية التي تقع فيها الحوادث، وعلى رجال السياسة وعلماء الدين الأحرار، فكانوا يستنطقون في مراكز التعذيب، ومن بعد ذلك يرسلون اما الى السجون أو الى المحتشدات الكبيرة التي بدأت تفتح في كل ناحية ولما عجزت المحاكم عن استنطاق المتهمين لكثرتهم، فأخذ يوسع فيها ويجلب لها القضاة من فرنسا.
أعجب المتطرفون من غلاة الاستعمار وأصحاب اليمين بسياسته تمام الاعجاب لأنه كان يستعمل القمع الشديد في المناطق التي تدور فيها المعارك الدامية وحوادث الفداء ليرهب السكان،