٥ - الحالة الصحية تجاوزت كل حد للتعاسة، فمثلا في كل تجمع يوجد ألف طفل يموت كل يوم اثنان، أما الحالة الصحية للنساء والرجال بصفة عامة قد بلغت درجة من الضعف حتى أصبحت العقاقير الطبية أمامها غير ذات أثر يذكر ...
٦ - يلاحظ أن تجمع الأهالي بهذه الصورة يجعل حياتهم الاقتصادية مقضيا عليها بالفناء، إذ جيء بهم الى هذه المعسكرات لينقطعوا فيها عن موارد العيش، وكلما أصيب هؤلاء السكان في حياتهم المادية كذلك أصيبوا في حياتهم المعنوية وفي كرامتهم، لأن حياتهم كلها داخل المعسكرات متوقفة على ما يقدمه لهم ضباط الشؤون الأهلية (صاص) من صدقات لا تتجاوز أحد عشر كيلو غراما من شعير في الشهر لكل شخص دون اعتبار نصيب الأطفال ويضاف الى ذلك أن عدد كبيرا من سكان هذه المعسكرات قد توقف عليهم هذا المورد الوحيد لحياتهم، وذلك منذ شهر ونصف لم نستطع أن نعرف سبب ذلك.
وختمت اللجنة تقريرها بقولها: إن الاجراءات السابقة جعلت ما يقرب من مليون شخص بين النساء والاطفال والرجال مهددين بمجاعة، وأن الوسائل الادارية العادية لا يمكن أن تطبق في هذه المعسكرات بأية حال، ولذلك ينبغي تغيير هذه الأساليب الادارية بالنسبة لحشود المعسكرات هذه مع مراعاة النشاط الاقتصادي لهؤلاء الناس، والذى بدونه يستحيل عليهم أن يواصلوا الحياة ...
هذا هو تقرير اللجنة، ولكن هل انتهى القادة العسكريون من برامجهم الابادية كلا؟ ان جنرالات فرنسا كانوا دائما يضعون إبادة الشعب الجزائري هدفا لهم، وهم في كل مرة يبوؤون بالخيبة المريرة والفشل الذريع.