للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القادة من مذابح جماعية بطيئة رهيبة لأن سكان البادية تقريبا زج بهم في هذه المحتشدات الهائلة، البلاغ الرسمي يعترف بأكثر من مليون جزائري بين هذه الأسلاك الشائكة.

توالت الاحتجاجات على هذه الأعمال الوحشية من طرف العالم وقام الأحرار من الشعب الفرنسي من ناحيتهم بحملة دعائية واسعة في الصحف، فكانوا ينددون بأعمال المعمرين وفضح جرائمهم، والتشهير بالظلم والابادة التي كان يجرونها قادة الجيش في الجزائر ...

اضطرت الحكومة الفرنسية الى تشكيل لجنة للتحقيق في أوضاع هذه المعسكرات ونزلائها، كانت هذه اللجنة مؤلفة من ستة أعضاء موظفين كلهم فرنسيون، وهم بطبيعة الحال خصوم للثورة، وبعد أن زارت خمسة عشر معسكرا رفعت الى الحكومة التقرير الآتي، وهذا نصه قالت فيه ...

١ - إن جميع المعسكرات والتجمعات أقامتها القوات الفرنسية بمحض سلطتها والأسباب التي دعت الى اقامتها هي أسباب عسكرية بحته، وهى تنظيف المناطق التي ينشط فيها الثوار.

٢ - ليس لهذه المعسكرات سجل رسمي، وهو ما لا نستطيع بصفة رسمية أن نؤكد عددهم على وجه التحديد الا أن المؤكد لدينا هو أنهم لا يقلون عن مليون شخص.

٣ - لاحظنا أن عدد الرجال في هذه المعسكرات أقل بكثير من عدد النساء.

٤ - كلما يحدث تجمع منا هذا القبيل تنقطع أسباب الحياة

بشكل يكاد يكون تاما، وهو ما جعل الحياة المادية للأهالي في هذه المعسكرات تشكل في أغلب الحالات حالة مؤلمة ...

وهذه المعسكرات محاطة بالأسلاك، ومهما حاولت معهم السلطات، فإن حياتهم الاجتماعية لا يمكن أن تكون مثلما كانت عليه بواسطة مواردهم الخاصة ...

<<  <   >  >>