للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أجمعين، وهو قوة روحية دافعة، ودعوة عامة، هو نظام كامل يقدم للإنسانية فكرة شاملة عن الكون والحياة، ويجعل العنصر الأخلاقي أصيلا في بناء المجتمع ليكون عقلية متشبعة بالروح لتنبعث الحياة من داخل النفس، الاسلام دين تعاوني في جميع مظاهره أعلن حقوق الانسان منذ أربعة عشر قرنا، واذا كانت المذاهب المختلفة في العالم تدعو الى سلام الانسان مع الانسان وسلام الانسان مع الحيوان، وسلامه مع النبات حتى مع الجماد لأنه حث على عمارة الارض، ونشر المعاني والقيم الالهية فيها فهذه الأشياء مخلوقات لله، والانسان خلقه الله ليكون خليفة له في الأرض، وقد سخر له الأرض ولا عليها، ومن هنا وجدنا الحقوق ليست قاصرة على الانسان واذا كانت الدول المتحضرة في العصر الحديث تحاول أن تثبت حقوق الانسان فان الاسلام قد فرغ منها منذ زمن بعيد ... الاسلام حين يرعى حقوق الانسان، يرعى أولا حقوق الضعفاء.

يقول الرسول الكريم: (ابغوني الضعفاء فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم) (١)، والله سبحانه وتعالى يطلب الدفاع عنهم، والقتال في سبيل حمايتهم فقال: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} (١).

ويحذر الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه (من أن يقف أحد المسلمين موقفا يضرب فيه رجل ظلما بأن اللعنة تتنزل على من حضره ولم يدافعوا عنه) كما يحذر من الظلم بصفة عامة.

فيقول: (اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) (٢)، وينذر القرآن الكريم الظالمين بأنه لن يكون لهم يوم القيامة حميم ولا شفيع يطاع، وينذر الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأعلى صوته في حجة الوداع (ألا إن دماءكم


(١) سورة النساء
(٢) رواه مسلم

<<  <   >  >>