الطريق لذلك، وفي ١٩ - من ايار، نشرت صحيفة الفقار وكتابا للمارشال ألفونس جوان الاستعماري الحقود قال فيه (إنه لم يعد يؤمن بالزعماء السياسيين لأنهم يسعون بأن يجعلوا البلاد تقبل منح الاستقلال للجزائريين) وقال نائب فرنسي لقائد قوات الحلف الأطلس (لم تعد أقل ثقة في كلام زعمائنا أنهم لم يكفوا منذ أربع سنوات عن دفعنا في مزالق الاستسلام ...
وقال المارشال جوان: ان هناك أمرا فقط يستأثر باهتمامنا من الآن فصاعدا هو زيادة العسكرية واستبعاد كل مفاوضة مع قاطعي الرقاب، لقد طالبت بذلك منذ زمن بعيد دون أن أجد أدانا صاغية) وضاعف الانقلابيون الفاشيست من جهودهم المؤيدة بالقوة المسلحة فرض الجنرال ديغول على الحكم لتبقى الجزائر فرنسيه الى الأبد ...
وكان الانقلابيون يرمون من وراء ذلك اقامة حكم دكتاتوري مطلق في فرنسا، واتخذوا اسم الجنرال ديغول مطية للوصول إلى أهدافهم لما له من الشهرة الواسعة، وبعد الصيت في الأوساط الفرنسية وفى غيرها من البلدان المستعمرة ... هذه هي نظرية الجيش الفرنسي، ومن التف حول من غلاة المعمرين والمتطرفين من الأحزاب اليمينية في هذا القائد المشهور ...
عقد الجنرال ديغول ندوة صحفية مساء يوم ٣٣ ايار ١٩٥٨م أظهر فيها استعداده لتولي رئاسة الجمهورية الفر نسية كما فعل قبل ذلك في أزمة وطنية خطيرة للغاية الا أنه حرص على أن تكون توليته للحكم عن طريق الدستور. ولم ينس أن يخاطب رجالة المتمردين في الجزائر، ومؤيديهم من الفاشيست في فرنسا وأصحاب المصالح الاستغلالية من رجال الحكم قائلا: ان مستقبل فرنسا وماضيها مرتبطان بمستقبل الجزائر وماضيها فتنفس المتطرفون عند ما سمعوا هذا التصريح الصعداء وظنوا أنهم بفضل هذه الثورة العارمة والانقلاب الموفق ضمنوا فرنسة الجزائر.