وفي ٢٠ - ايار ١٩٥٨م صرح مجرم الحرب (لاكوست)، في باريس مهددا حكومة "فلملان" قائلا لا يستطيع أي شيء أن يوقف زحف الثورة الجزائرية الفاشية ...
أما القوة الشعبية الديمقراطية كانت تعارض عودة الجنرال ديغول الى الحكم، ومنذ الانقلاب أصبحت حكومة (فلملان) تواجه أخطر أزمة تمر بفرنسا، وفي ساعة مبكرة من صباح يوم ١٦ - أيار ١٩٥٨ م. صرح رئيس الحكومة عقب الانتهاء من اجتماع مجلس الوزراء بأنه سيطلب من الجمعية الوطنية اقرار مشروع قانون يقضى بإعلان حالة الطوارئ في البلاد وقال: استعرضت الحكومة في اجتماعها آخر تطورات الموقف وهى تعتمد على الجيش الذى يؤمن بتقاليده التي تحتم عليه أن يكون وصيا على الوحدة ...
أسفر اجتماع المجلس الوطني عن قرار يمنح حكومة) فلملان) حالة الطوارئ لمجابهة قضية إعادة الأمور الى مجاريها الطبيعية بين الحكومة والجيش، وعلى الفور أمرت الحكومة بإلغاء اجازات جميع الجنود والضباط وعودة المجازين منهم الى وحداتهم فورا، وعلى إثر صدور هذا القرار أصبحت القوات الفرنسية المسلحة في التراب الفرنسي تحت السلاح وفي حالة استثنائية وفي ١٧ - ايار ١٩٥٨م أصدرت منظمة العمال سلسلة من البيانات تعلن اعتزامها عن الاضراب والقيام بمظاهرات ضد دعوة الجنرال ديغول الى الحكم، وأخذت القوى الديمقراطية تعبئ قواها للدفاع عن النظام الجمهوري الديمقراطي، فتشكلت في عدد مدن لجان معادية للفاشيست ضمت في صفوفها ممثلين عن أكثر الأحزاب، ومنظمات الشباب والنقابات، وأخذت على عاتقها تنظيم الجماهير وتعبيتها للدفاع عن الجمهورية ضد الانقلاب الفاشي الزاحف بالتهديد الى الحكم، وعقدت مؤتمرات شعبية للطلاب والعمال ضد الحرب في الجزائر شملت باريس ومختلف مدن فرنسا، وفي يوم واحد عقد في باريس وحدها احدى عشر مؤتمرا شعبيا كلها تحتج على محاولة الجنرال ديغول الى الحكم، وتطالب بإنهاء الحرب في الجزائر، أصبحت فرنسا من جراء هذا الانقلاب مهددة بحروب أهلية.