جاء بعد أربع سنوات من الثورة الوطنية، ولا يشكل سوى خطوة أخرى في القتال المستمر)، ورد كذلك القادة من جيش التحرير على خطابه الذى ألقاه في مدينة وهران ببيان جاء فيه) سنتابع الحرب حتى النهاية ضد ديغول المتنكر في زي بيتان (.
وعاد الجنرال ديغول مرة أخرى الى الجزائر وخطب في اليوم الرابع من تموز ٥٨ قائلا: (ستبدأ حكومتي في تقديم من المال للمصانع والمزارع، ومشاريع الاسكان والمدارس في الجزائر وقد خصصنا مبلغ ١٥ مليارا فرنك قديم تصرف فورا على تعمير الجزائر اقتصاديا، ولكن لا تنتهى هذه السنة دون ان أعلن عن المشاريع الكبرى ومواريد الطاقة التي ستؤمن لإدارتها واختتم كلامه قائلا بالتوجه الى العرب "سيدمج الجزائر وفرنسا كما سيعطى حقوقا متساوية في التصويت، وستمنح نساؤهم حق التصويت" وأعلن في الدستور الجديد بأن كلا من الجزائر وفرنسا دولة واحدة ...
وكان لهذا الانقلاب الفاشي وتولى الجنرال الحكم صدى كبير ومهرجانات عظيمة في الأوساط الاستعمارية ألقيت فيها الخطب الرنانة، وتخللتها التصفيقات الحادة، وتبودلت فيها التهاني بين غلاة المعمرين والجيش ...
وفي الحقيقة أنها فترة راحه من الحمى الشديدة التي تعترى المنهوك القوى. ولذا لما تفرق المجتمعون ورفعت الستائر وأطفئت الأنوار، وجد المعمرون أنفسهم كما كانوا قبل الانقلاب، والثورة الجزائرية أشد لما كانت عليه من القوة والضراوة والشعب أكثر تماسكا واتحادا وأمضى عزيمة وصلابة علق الملاحظون السياسيون آمالهم على هذا القائد العظيم في حل هذه القضية الشائكة، وجعل حدا لهذه الحرب المجرمة لأنه هو الرجل الوحيد الذى يقدر على فصل هذه القضية نظرا لشخصيته القوية ونفوذه الكبير، وكان بعض الشخصيات عالمية وفرنسية يتمنون رجوعه الى الحكم من قبل أن يتولى ليريحهم من عناء هذه المشكلة العويصة ...