للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كلاما عن الفرائض والشعائر، وأن الفضائل التي يحث عليها من أجمل الفضائل وأرجحها في موازين الأخلاق وتتجلى هداية الإسلام في نواهيه.

والمسلمون في الوقت الحاضر متأثرون بالمفاهيم القومية البعيدة عن تعاليم الاسلام وعن تربية القرآن وهذا التأثير جزء من الثقافة والحضارة المستوردة، وكل انسان، مسؤول عن عمله {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} هكذا يكون المسلم في ظلال القرآن.

الاسلام يعلن حرية العقيدة للناس جميعا، فيها بواعث الروعة والجمال، وما تحدثه في الخواطر من دواعي الشعور والتأثير، فيقول الله في كتابه الكريم: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا} (١).

ويبين مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: {إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ}.

ويطلب منه ألا يحزن على الذين يسارعون في الكفر بقوله عز وجل: {يأيها يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ} (٢).

ويعاتبه لشدة حرصه على ايمان الناس فيقول: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} (٣)، ثم يقول له بعد ذلك: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} (٤)، ثم طلب منه أن يعلن للناس جميعا أنه بشر مثلهم يوحى اليه: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (٥).

الاسلام مع المجتمعات الأخرى يدعو الى الحوار الهادي الخالي من الأغراض والمعاندة قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا


(١) سورة الحجرات
(٢) سورة المائدة
(٣) سورة الكهف
(٤) سورة الكهف
(٥) سورة الكهف

<<  <   >  >>