ولما كانت الثورة تطير من نصر الى نصر والجيوش الفرنسية في حالة انهزام أخد الجيش الفرنسي ينتقم من المواطنين انتقاما شديدا، فضج العالم من هذه الأعمال المنكرة فكان يضغط على الحكومة الفرنسية بواسطة المظاهرات والجرائد لعلها تعلن الحل الصحيح لتجعل حدا لهذه الحرب المجرمة القذرة، وتوجه الرأي العام العالمي الى هيئة الأمم المتحدة أن تتدخل في القضية الجزائرية حتى تطبق فرنسا قرارات الجمعية التي تنص على تقرير المصير لجميع الشعوب ...
خشى حلفاء فرنسا من هذا التدخل الذى تكون عاقبته سيئة الى الغاية لربما تصدر هذه الهيئة حكمها على فرنسا في دورتها المقبلة ...
كان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية (المستر ازنهاور (يجول في عواصم غرب أوربا، وزار باريس واجتمع بالجنرال ديغول، وعرض عليه هذا الاخير الحل الذى يعتزمه لإنهاء الحرب في الجزائر، وتباحثا وتشاورا في القضايا العالمية الهامة، ولم يصدر أي بيان عنهما في قضية الجزائر الا أن رئيس الولايات المتحدة قال بعد ما يصرح الجنرال فإنى أعقب عليه.
وأحيط هذا المشروع بالكتمان التام حتى عن أقرب المقربين إليه، وكان العالم قاطبة ينتظر هذا الحل بفارغ الصبر وكامل الاشتياق.
وفي السادس عشر من أيلول ١٩٥٩ م صرح الجنرال بمشروعه وأذاع تفاصيله التي تضمنت الحل لقضية الجزائر، فقال ان الشعب الجزائري هو الذى يقرر مصيره بنفسه بعدما تتم التهدئة ويتوقف القتال والمعارك الحربية، ويتلخص هذا المشروع في ثلاث نقط.
أ- توقيف القتال فورا.
ب- أن يتوفر السلام لمدة أربع سنوات، ويقطع هذه المدة إذا ما بلغ مجموع الضحايا والاشتباكات بين الشعب الجزائري والشعب الفرنسي من عسكريين ومدنيين أكثر من مائة قتيل في السنة ...