الفرنسية ستنظم فرنسا تجمعهم واقامتهم ان لزم الأمر ... ومن جهة أخرى ستتخذ جميع الاحتياطات حتى يكون استثمار ونقل البترول الصحراوي الذي هو من عمل فرنسا الذى يهم الغرب أمرا مضمونا مهما تكن الأحوال ... ان انفصال الجزائر عن فرنسا سيؤدى الى بؤس مدقع وفوضى سياسية مخيفة ومجزرة شاملة ... ويمضى في كلامه ويقول: نظام داخلي للجزائر من الاتحاد يعتمد على فرنسا ويتحد معها في ميادين الاقتصاد والدفاع والتعليم والعلاقات الخارجية ...
هذا هو الحل الذى كان يخفيه رئيس الحكومة الفرنسية حتى عن أقرب المقربين إليه ...
اعترف الجنرال ديغول بحق الجزائريين في تقرير مصيرهم، وتقرير المصير هذا الذى اعترف به رئيس الحكومة لم يغير شيئا من الحالة التي كان عليها من قبل نظرا للصعوبات التي أحاطه به، والعراقيل التي وضعها أمامه، والمشاكل التي خلقها في سبيله، وهذه الصعوبات والعراقيل بعبارات لطيفة ظاهرها فيها الرحمة، وباطنها فيها العذاب الأليم ...
وتقرير المصير بهذه الكيفية لم يكن حلا صحيحا ينهى المعركة المشتعلة الأوار، وتنتهى معه جميع الآلام والأحزان، لأن أعمال الجنرال وأقواله وتصريح رجال حكومته وقادة جيشه كلها تدل دلالة واضحة على أن الغاية الحقيقية من دعوى تقرير المصير بهذا الشكل المقترح إنما هو كسب للوقت لينمو جيل جديد متشبع بفكر وعقل فرنسي حتى اذا ما وقع الانتخاب فاز الذين ينتمون للفرنسيين ...
وقد استطاع الجنرال أن يخدع كثيرا من رجال السياسة العالمية بسياسته هذه في تقرير المصير، فاستبشر العالم وفرح بانتهاء الحرب، ولكنه لم يستطع أن يخدع الجزائريين ...
لا يعترف الجنرال ديغول في حله هذا بواقع الأمة الجزائرية من قبل الاحتلال ولا بالدولة التي كانت قائمة، ولا بوحدة القطر الجزائري، ويقول في كلامه منذ أن وجد العالم لم تكن هناك وحدة جزائرية بل السيادة الجزائرية، وإنما تعاقب على البلاد